بديعة وخلابة.. جولة في جزيرة أكيل الأيرلندية
د ب أ-
تشتهر أيرلندا بأنها أرض الأساطير وتتمتع بمساحات خضراء رائعة الجمال والكثير من الجزر البديعة والحياة الريفية الرائعة ذات المناظر الطبيعية الخلابة.
وتعد جزيرة أكيل أكبر جزيرة أيرلندية قبالة الساحل الغربي، وتبعد هذه الجزيرة الواقعة في مقاطعة مايو على مسافة 4 ساعات بالسيارة من العاصمة دبلن. وتمتد هذه الجزيرة على مساحة 146 كلم، ولا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق جسر دوار خاص، وغالبا ما يسودها طقس شديد البرودة وتهب عليها الكثير من الرياح مقارنة ببقية مناطق أيرلندا.
وعندما تشرق الشمس على جزيرة أكيل فإنه يتعين على السياح التخلي عن كل ما في أيديهم والتوجه إلى خليج "كيم" الواقع في غرب الجزيرة قبل أن تسوء أحوال الطقس مرة أخرى.
إطلالة رائعة على المحيط الأطلنطي
ويصل السياح إلى هناك من خلال السير عبر طريق متعرج على طول الجبال مع الاستمتاع بإطلالة رائعة على المحيط الأطلنطي، ويخيل للسياح أنهم أمام خليج في منطقة البحر الكاريبي؛ حيث تظهر المياه باللون الفيروزي الصافي وتنتشر الرمال الناعمة البيضاء على الشواطئ، ولكن المروج الخضراء والطبيعة البرية والمنحدرات العالية تكشف عن الموقع الجغرافي الحقيقي للجزيرة.
وبالطبع فإن الأغنام في جزيرة أكيل لا تهتم بمثل هذه المشاهد الطبيعية البديعة التي تظهر على البطاقات البريدية، ودائما ما يكون للأغنام "أولوية المرور" عندما ترعى بحرية وتمهل على جانب الطريق أو عند عبور الطريق، وتحظى الأغنام بأهمية كبيرة؛ لأنها المصدر الأساسي للأصواف واللحوم، ولذلك يجب الابتعاد عنها وتجنبها أثناء التوجه إلى خليج "كيم".
وقد يتم غلق الطريق في بعض الأحيان، ولكن الأغنام تسير عليه، كما أن مواقف السيارات الصغيرة ومحطات التوقف على الخليج تكون ممتلئة للغاية، علاوة على أن الضباب الكثيف قد يحيط بالجبل فجأة.
غير أن ذلك لا يعني أن الطقس السيء يسود الجزيرة بأكملها؛ حيث تظهر السماء الصافية الزرقاء على مسافة كيلومترات معدودة من شاطئ دواف، ولكن لسوء الحظ تظهر بعض التيارات الخطيرة، وهو ما يجعل هذا الشاطئ غير مناسب للسباحة.
ركوب الأمواج
ويصل السياح إلى شاطئ كيل، الذي يمتد بطول 3 كيلومترات ويعتبر من أفضل مواقع ركوب الأمواج في أيرلندا، وتنتشر هنا مدراس تعليم ركوب الأمواج للمبتدئين، كما توجد ساونا برميلية في الكثبان الرملية، ومن الأفضل أن يذهب السياح إلى الساونا البرميلية عندما يكون المد مرتفعا، حتى لا يكون الطريق إلى الماء بعيدا.
الأطباق الأيرلندية التقليدية
ويمكن للسياح الاستمتاع بالأطباق الأيرلندية التقليدية في مطعم "ماسترسونز" في دوغورت بشمال الجزيرة، وتتنوع أصناف الطعام بدءا من شوربة السمك الكريمية "تشودير" وحتى طبق أسماك القد المقلية مع البطاطس والمعروف باسم "فيش آند شبس" التقليدي.
وعلى مسافة بضعة دقائق سيرا على الأقدام يقف "جون ماكنمارا" على شاطئ "دوجورت" وينظر إلى الخليج. وأضاف جون، الذي كان يعمل في السابق صيادا للأسماك، قائلا: "اليوم من الأيام الجديدة لأسماك السلمون"، ولكن يعمل الآن في تركيب تجهيزات التدفئة وينظم خلال الصيف جولات للتنزه سيرا على الأقدام في مناطق بصحبة اثنين من حيوانات الألبكة: برونو وبيلي.
ويعرف جون ماكنمارا الكثير من المعلومات عن هذه الحيوانات، التي تنحدر من أمريكا الجنوبية، وأضاف قائلا: "حيوانات الألبكة من الحيوانات التي تعيش في قطعان وتخشى باستمرار من تعرضها للافتراس من الحيوانات الأخرى، ولذلك فإنها متقلبة للغاية وأكثر ذكاءً من الأغنام؛ حيث تفضل التبول في المياه الجارية حتى لا يتمكن أعداؤها من العثور عليها بسرعة".
وأضاف جون ماكنمارا أن ألياف الفراء الخاصة بحيوانات الألبكة أكثر جودة وقيمة من أصواف الأغنام، وتمتاز بخصائص حرارية فريدة، ولذلك لم تتأثر حيوانات الألبكة بتساقط الأمطار، الذي بدأ في هذه اللحظة.
وبعد ذلك يعود السياح إلى دواف مرة أخرى على الطريق المؤدي إلى خليج "كيم باي"، ويمكنهم الاستراحة لبعض الوقت في متجر دواف الصغير، الذي يقدم المخبوزات المنزلية والقهوة والشاي، وتسأل "سارة لافيل" مالكة المتجر السياح عن مكان جولتهم اليوم، وعلى الرغم من أنها تُظهر اهتماما حقيقيا إلا أنها لا تفرض على السياح تقديم إجابة تفصيلية.
وتقدم "سارة لافيل" أكواب المشروبات وتتمنى للسياح أمسية لطيفة، وعندما تشرق الشمس تجعل الأكواخ البيضاء في الخارج تتلألأ باللون الأبيض مثل منازل جزيرة سانتوريني.
فيديو قد يعجبك: