لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السياحة في هولندا.. رحلة لاكتشاف "المقاطعة الأصلية"

04:00 ص الجمعة 21 يوليه 2023

صورة تعبيرية

د ب أ–

تزدهر السياحة في هولندا حاليا وتعتبر واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم بفضل الكثير من طواحين الهواء والسهول والمستنقعات والمعالم التاريخية والأثرية الأخرى.

وبينما كانت الشمس ترسل أشعتها الحارقة على الأراضي البور ولا تظهر أية سحب في السماء، كانت "أنيليس فان نيكيركن" ترعى أغنامها منذ السادسة صباحا عبر العشب والأراضي القاحلة، ويخيم الصمت والهدوء وترتفع السماء الصافية بلا نهاية.

ويعتبر قطيع الأغنام الخاص بـ "أنيليس فان نيكيركن" أحد ثلاثة قطعان للأغنام في المحمية الطبيعية "دفينجيلديرفيلد"، وتهدف القطعان البالغ عددها 1500 شاة إلى الحفاظ على المناظر الطبيعية المفتوحة، التي تضم الأعشاب والعشب. وأضافت "أنيليس فان نيكيركن" قائلة: "بدون الأغنام ستنتشر أشجار البتولا، ويتم تدمير الأرض القاحلة الأصلية"، وبالتالي فإن الأغنام تحمي الطبيعة هنا.

محمية "دفينجيلديرفيلد"

ويبدو أن الوقت قد توقف في المحمية الطبيعية "دفينجيلديرفيلد"، والتي تقع في منتصف الطريق ما بين "زفوله" و"جروننجن"، على مقربة من الحدود الألمانية، وتمتد هذه المحمية الطبيعية على مساحة 38 كيلومتر مربع، وتعتبر أكبر أراضي بور رطبة في هولندا، وينتشر بها أكثر من 60 بركة ومستنقع.

ويمكن لعشاق التجول سيرا على الأقدام وركوب الدراجات الهوائية الوصول إلى المحمية الطبيعية عبر الكثير من المسارات والطرق المحددة بعلامات إرشادية، مثل طريق الدراجات "هولتفين"، الذي يمتد بطول 36 كلم، والذي يؤدي إلى التلسكوب الراديوي بالقرب من دفينجيلو، وقد تم تشيد هذا الطبق الهوائي في عام 1956 بقطر 25 مترا، وقد كان الأكبر من نوعه في العالم.

وتعتبر مقاطعة درينته الهولندية ملتقى القصص والحكايات من الماضي والحاضر. وخلال الرحلة يمر السياح على الكثير من القرى مثل دفينجيلو وآنسن والقرية المتحف "أورفيلته" الخالية من السيارات، والتي تمتاز بمنازلها المسقوفة من القش ويسودها الطابع الريفي المميز، وتضم المشاهد الطبيعية هنا القرى والأراضي البور والأعشاب والمستنقعات والغابات الصغيرة ومراعي الأبقار.

مقابر صخرية كبيرة

وتحمل مقاطعة درينته لقب "المقاطعة الأصلية لهولندا"؛ نظرا لوجود 52 من المقابر الصخرية الكبيرة على سلسلة جبال "هوندسروج" الواقعة بين جرونينجن وفايتفين، وتوجد هذه المقابر الصخرية على يمين ويسار الطريق الوطني الحالي N 34.

وترجع هذه الآثار الحجرية الضخمة إلى العصري الحجري الحديث في الفترة بين 3400 و2950 قبل الميلاد، وتعتبر هذه المقابر من أقدم المعالم السياحية في هولندا وكانت تستخدم كأماكن للدفن والعبادة.

وعند زيارة متحف المقابر الصخرية "هونيبدسنتروم" في مدينة بورجر يتعرف السياح على التراث، وكيف تمكن الأشخاص قبل آلاف السنين من إنشاء هذه المقابر الصخرية في العصور الجليدية.

وأوضح هاري دبليو تي هورست، المرشد السياحي في المتحف، قائلا: "لقد تم بناء هذه القبور الصخرية من خلال بناء التلال ورفعوا الأحجار الضخمة عليها بواسطة البكرات الخشبية بالقوة العضلية، وبعد إقامة الأحجار الجانبية تم إزالة التربة من تحتها لإنشاء غرف تشبه الكهوف".

وخلال الجولة السياحية في المتحف يصطحب المرشد السياحي الزوار إلى أكبر مقبرة صخرية في مقاطعة درينته على بعد خطوات قليلة من المتحف، وتمتد هذه المقبرة بطول 26 مترا وتم إنشاؤها قبل 5000 عام، ويصل وزن حجر السقف وحده بهذه المقبرة حوالي 20 طن.

وتستمر الجولة السياحية في مقاطعة درينته عبر الزمن، حيث انتشر الفقر المدقع في هولندا خلال القرن التاسع عشر، وعانت الأسر من الجوع والبطالة، ووعد الجنرال "يوهانس فان دن بوش" بإنقاذ وضع الشعب من هذه الحالة، ودعا هذا النبيل إلى أنه يمكن لأي شخص لديه عمل ويقوم بزراعة قطع أرض فإنه سيتمكن من تخليص نفسه من هذه المشكلات


وقد استقرت العائلات الأولى في منطقة "فريدريكسورد" خلال 1818، وتبعها العديد من المستعمرات الزراعية الأخرى في مناطق "فيلهليم ميناورد" و"فينهوزين"، وقامت الجمعية الخيرية بإقراض المستوطنين أكواخا مفروشة بالكامل مع هكتار من الأرض والأدوات اللازمة للزراعة، ومن خلال العمل الجاد تمكن المستوطنون من سداد ديونهم وأصبحوا من المزارعين الأحرار.
ومن الأمور المثيرة للاهتمام في تلك الفترة وجود دروس مدرسية للأطفال، قبل ظهور التعليم الإلزامي في هولندا بحوالي 80 عاما، ويمكن للسياح التعرف على هذه القصة من خلال الوسائط المتعددة في متحف "دي بروفكولوني" في مستعمرة فريدريكسورد، وقد تم إدراج هذه المستعمرات على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو منذ 2020.
أعمال فان جوخ
وبعد استراحة الغذاء ينطلق السياح في جولة فنية للتعرف على الرسومات الفنية للفنان العالمي "فان جوخ" في نيو أمستردام، وقد عاش الفنان العالمي لمدة ثلاثة أشهر قريبا في فينورد، بدءا من 11 سبتمبر 1883 في بنسيون عائلة شولت، وقد استغل هذه الفترة في إبداع رسوماته الفنية.
وقد أظهرت رسوماته وإبداعاته الفنية الفلاحين في الحقول وحول كنيسة "زويلو" وظهرت أيضا برك المستنقعات والفلاحات، ومن أشهر اللوحات التي تم رسمها في درينته "مزارع يحرق الأعشاب" و"قارب تورفكان".
وبعد مرور 140 عاما على وصول فان جوخ إلى درينته يعرض متحف "درينتس" في آسن معرض "السفر مع فينسنت" بدءا من منتصف سبتمبر 2023 إلى بداية يناير 2024، من أجل إلقاء الضوء على هذه المرحلة من حياة الفنان.
ولقد كانت الطبيعة البدائية ملهمة للفنان العالمي فنسنت فان جوخ للغاية، حيث كتب إلى شقيقه قائلا: "تلهمني الطبيعة في درينته للرسم بقية حياتي، حيث يسود الجمال في كل شيء هنا ويهيمن الهدوء والسلام على المنطقة". ويمكن لعشاق ركوب الدراجات الهوائية استكشاف المناظر الطبيعية هنا على خطى فان جوخ عبر ثلاثة مسارات جديدة بطول 50 كلم لكل منها.ش

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان