محمية جورونجوسا.. رحلات سفاري رائعة
د ب أ–
تشتهر موزمبيق بسياحة السفاري الرائعة وتزخر بمجموعة واسعة من البيئات الطبيعية الغنية بالحيوانات البرية والطيور، أبرزها محمية جورونجوسا الطبيعية.
قردة وأفيال
ويقابل المرء الكثير من الحيوانات البرية في محمية جورونجوسا يوميا، سواء كان ذلك قردة البابون أو الظباء أو أفراس النهر أو الأفيال أو الجاموس، ويعتبر التعايش الخالي من الصراعات تقريبا بين الإنسان والطبيعة هو المبدأ الأساسي في أكبر محمية طبيعية في موزمبيق الواقعة في جنوب شرق إفريقيا.
ولا تتمتع هذه الجنة الطبيعية بشهرة كبيرة على خريطة السياحة العالمية، ويمكن الوصول إليها بعد ساعة طيران من جوهانسبرج في جنوب إفريقيا، ويمكن للسياح الجمع بين جولة لعدة أيام في محمية جورونجوسا وزيارة محمية كروجر الطبيعية، والتي تتمتع بشهرة عالمية في سياحة السفاري، بالإضافة إلى الاستمتاع بعطلة مريحة على شاطئ المحيط الهندي.
وتعتبر محمية جورونجوسا المقصد السياحي المناسب للأشخاص، الذين لا يفضلون السياحة الجماعية بأعداد كبيرة؛ حيث تنطلق سيارات الجيب الخمسة في الصباح الباكر لتجوب المحمية، التي تبلغ مساحتها 3800 كيلومتر مربع.
غابات كثيفة
وعادة ما يرغب المسؤولون بمحمية جورونجوسا الطبيعية في التأكيد على أن هذه المحمية تعتبر واحدة من آخر المناطق البرية حقا في إفريقيا؛ حيث تنتشر الغابات الكثيفة من أشجار الأكاسيا أو أشجار النخيل، وسرعان ما يشعر السياح بأنهم في نوع من المشاهد الطبيعية البدائية.
وتضم هذه المحمية الطبيعية أيضا بحيرة "أوريما" وأعداد لا حصر لها من الأنهار، بالإضافة إلى المناطق الغرينية وأشجار السافانا الواسعة. وتعترض غزلان الإمبالة طريق المجموعة السياحية بقفزات عالية متعرجة، وتهتز ذيولها مثل الهوائيات.
ويضم المشهد الطبيعي أيضا طيور اللقلق وهي تتجول خلال العشب العالي، وتطلق أفراس النهر نوافير صغيرة من المياه عندما تطفو على سطح النهر، بينما تشرب الأفيال على الضفة المقابلة.
أول محمية في موزمبيق
وقد تم الإعلان عن هذه المنطقة أول محمية طبيعية في موزمبيق في عام 1960 خلال فترة الاستعمار البرتغالي، وعلى مدار عقدين من الزمن كانت محمية جورونجوسا الطبيعية واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في موزمبيق، وجذبت الآلاف من السياح.
وكانت محمية جورونجوسا الطبيعية تضم أعدادا كبيرة من الحيوانات، ومنها 10 آلاف من الجاموس و2000 فيل وعدة مئات من الأسود والحيوانات البرية الأخرى مثل الحمير الوحشية وأفراس النهر والتماسيح. وأوضح بيدرو موجورا، رئيس حراس المحمية الطبيعية، قائلا: "كانت تسمى محمية كروجر الطبيعية في موزمبيق".
ولكن بعد سنوات الازدهار حلت فترة الانهيار؛ حيث اندلعت حرب أهلية بعد حصول البلاد على استقلالها من البرتغال في منتصف السبعينيات، وقد راح ضحية هذه الحرب مئات الآلاف من الأشخاص، وخلال هذه الفترة كان يتم اصطياد الحيوانات بواسطة الجنود والصيادين الجائعين حتى تم إحلال السلام في عام 1992.
ولقد انزعج المليونير الأمريكي "جريج كار" عند زيارة المحمية الطبيعية لأول مرة في عام 2004 بناءً على دعوة سفير الأمم المتحدة في موزمبيق؛ حيث لم يشاهد سوى الخنازير في المحمية الطبيعية، ولذلك فإنه قرر استعمال أمواله لإعادة بناء المحمية الطبيعية وإعادة توطين الحيوانات البرية فيها.
وأضاف موجورا قائلا: "تنتمي النباتات والحيوانات والأشخاص إلى نفس النظام البيئي؛ حيث يجب أن تحترم حماية الطبيعة أيضا حقوق السكان المحليين وتوجيه الأشخاص إلى مساعدة أنفسهم، للتخلص من العوامل التي تؤدي إلى الفقر والصيد الجائر للحيوانات".
أكثر من مجرد محمية
وأضاف فاسكو جالانت، من إدارة المحمية الطبيعية أن جورونجوسا أكثر من مجرد محمية طبيعية؛ حيث إنها أكبر مصدر أعمال في وسط موزمبيق؛ حيث تساعد الوظائف في المحمية الطبيعية على الاستقرار السياسي، بالإضافة إلى أنها ركيزة علمية في المنطقة.
علاوة على توافر تعايش جيد في المحمية الطبيعية وحولها؛ حيث يحظى الأشخاص، الذين يعيشون هنا بالحماية أيضا، ويتم تزويد الحيوانات البرية مثل الأفيال والأسود بأشرطة تتبع، وهي الطريقة، التي يعرف بها الحراس أماكن الحيوانات.
وتظهر أهمية أشرطة التتبع في إبلاغ الفلاحين إذا اقترب أحد الأفيال من الحقول، وهو ما يساعدهم في إخافة الحيوانات من أجل العودة مرة أخرى إلى داخل حدود المحمية الطبيعية والحفاظ على الحقول والمحاصيل.
وأضاف المدير العلمي للمحمية الطبيعية "مارك ستالمانز" أنه يأمل بالطبع في استمرار تكاثر الحيوانات، ومن ثم سوف يستدعى الأمر بناء سياج في المنطقة الجنوبية من المحمية الطبيعية، ولكن في الوقت الحالي لا يزال من الممكن التعايش مع حيوانات المحمية الطبيعية بدون سياح.
فيديو قد يعجبك: