سر علاقة المغرب بـ "السحر".. القصة أكبر من الشيخة أم خديجة!
كتب - علي أحمد:
تعتمد العديد من القنوات الفضائية "غير المرخصة" على نوعية من الإعلانات الترويجية من أجل الانتشار وتحقيق الربح، ومن هذه الإعلانات تلك المتعلقة بالسحر وفك الأعمال وجلب الحبيب وغيرها من الأمور التي تروج لها هذه الإعلانات.
وارتبطت أسماء هؤلاء الذين يعلن عنهم بـ "المغرب"، أشهرهم "الشيخة أم خديجة المغربية" ذلك الاسم الذي يتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل الدعابة والسخرية، ولكن ما سر ارتباط السحر بالمغرب؟
تعتبر دولة المغرب من أشهر الدول في العالم التي ينتشر بها السحر، لدرجة أنه لا يوجد بلد يعتمد على السياحة التي تبحث عن هذا النوع من الأعمال إلا المغرب التي يتواجد بها أكبر عدد من السحرة في كافة أنحاء العالم. كما تعد المغرب وجهة أساسية لكل من يريد أن يلتقي بمن يحترف ممارسة السحر أو من يريد التخلص من آثار السحر التي قد يشك انه تأثر ببعضها، ويتواجد بها سحرة من اليهود حيث لهم تواجد بارز أكثر من أي دولة عربية أخرى، إذ لهم أحياء ومناطق ينتشرون فيها وخاصًة الدار البيضاء.
ويطلق على كبار السحرة في المغرب اسم "فقها" بينهم مسلمون وحاخامات يهود ويونانيون وإسبان وأفارقة وخليجيون، وهؤلاء من المشهورين بـ "السحر الأسود" لا يتواجدون في المدن بل يفضلون العيش في قرى صغيرة.
وأظهر تقرير صدر عن المركز الأمريكي "بيو" للأبحاث، أن ما يعادل 86% من المغاربة مقتنعون بـ"وجود الجن" مقابل 78% يؤمنون بـ"السحر" و80% متأكدون من حقيقة "شر العين"، في حين لا تتجاوز النسبة 7% ممن أقروا بارتداء "تعويذات" و16% من مستعملي "وسائل أخرى لطرد شر العين ومفعولات السحر".
ووفقا لموقع "العربية نت" فإن حوالي 3% منهم متفقون مع ضرورة "تقديم قرابين للتقرب من الجن"، و29% يرون زيارة قبور الأولياء "أمراً مقبولاً"، كما أن 96% من المغاربة "يعلقون آيات قرآنية داخل بيوتهم"، و29% منهم يتناولون "أدوية تقليدية موصى بها دينياً" للعلاج.
وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من صعود مؤشرات التدين عند المغاربة حسب التقرير بنسبة بلغت 89%، محتلين بذلك الصدارة وسط شعوب منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث إن البحث كشف أن 67% من المغاربة يؤدون الصلاة بشكل منتظم، 61% يقيمون الصلوات الخمس في أوقاتها، وأعمارهم تتراوح بين 18 و34 سنة، فإن ذلك لم ينعكس - بحسب التقرير الأمريكي - على المؤشرات الأخلاقية والقيمية، ما يعبر عن قصور واضح في السياسات العمومية المتحكمة بالحقل الديني، نظراً لعدم ربطها بمجالات البحث العلمي، ولعدم وجود تنسيق وتعاون بين المؤسسات الخاصة بالمجال الدعوي.
وكشفت "كريمة الودغيري"، الباحثة المغربية في علم الاجتماع أن انتشار الشعوذة بالمجتمع المغربي يعكس سيادة الثقافة التقليدية اللاعقلانية، حيث يتم تفسير كل شيء بالغيب.
وأشارت إلى إنه على الرغم من ارتفاع مؤشرات التدين عند المغاربة، إلا أنها لا تعني تحولاً جوهرياً في بنية المجتمع الثقافية، بل إن بعض الممارسات والعادات القديمة ذات الأبعاد الغيبية ما زالت سائدة بين فئات عريضة من هذا المجتمع، وعزت تلك العادات إلى تفاقم الأزمات وتداخلها، وارتفاع نسبة الفقر والبطالة والأمية بين هذه الفئات مع تنامي حاجاتها، ما يزيد من تعاطيها بعض الممارسات الغيبية لحل مشاكلها.
فيديو قد يعجبك: