هل الحياة في الريف أفضل أم المدينة؟
كتبت- فاطمة خالد:
قد يدفعك الخوف من التلوث أو الضغوط النفسية إلى الانتقال من المدينة إلى الريف، ولكن هل تزيد الحياة في الريف من سعادتنا وتحسن صحتنا بالفعل؟
مع الأسف، إن نتائج الأبحاث المتوفرة لا تكفي للاستدلال على البيئات الأفضل للصحة، وقد بدأ علماء مؤخرًا في دراسة العلاقة بين الصحة النفسية والبدنية وبين البيئة التي نعيش فيها، واكتشفوا أن ثمة عوامل عديدة تزيد من مزايا بيئة بعينها أو تقلل منها، سواء أكانت هذه البيئة هي مدينة مليئة بالسكان أم شاطئًا مهجورا، وفقًا لموقع BBC.
يقول ماثيو وايت، عالم نفس بيئي بكلية الطب، جامعة إيكستر: "نحن مجموعة من الباحثين من حول العالم نبحث عن أدلة، سواء أكانت مؤيدة أم معارضة، لمدى تأثير البيئات الطبيعية، وابتعادنا تدريجيا عنها، على صحتنا وسعادتنا".
وكشف وايت وغيره من الباحثين عن عوامل عديدة تتحكم في مدى تأثير البيئات على صحتنا، من بينها خلفية الشخص الثقافية وتجاربه وظروف الحياة، والمدة التي يقضيها في الهواء الطلق، ونوعية الأنشطة التي يمارسها في هذه البيئة.
وتشير الأدلة، بشكل عام، إلى أن المساحات الخضراء مفيدة لسكان المدن. إذ يتعرض من يعيشون بجوار المتنزهات أو الأشجار لمستويات أقل من تلوث الهواء والتلوث السمعي الناتج عن الضجيج، ويستمتعون بتأثير المتنزهات في تبريد الهواء (وهذا الأثر تزداد أهميته كلما ارتفعت حرارة الأرض).
وتشجع وفرة المتنزهات والشواطئ وغيرها من البيئات الطبيعية السكان على ممارسة الأنشطة الاجتماعية والبدنية، وكلاهما يرتبط بمزايا لا حصر لها للصحة.
وربط أحد الأبحاث بين الزمن الذي يمضيه الناس وسط الطبيعة وبين انخفاض الأعراض التي تنذر بوجود ضغط نفسي. وذلك لأننا عندما نتنزه سيرا على الأقدام أو نجلس تحت ظلال الأشجار، تنخفض معدلات دقات القلب، وكذلك ضغط الدم، وتُطلق أجسامنا عددا أكبر من "الخلايا القاتلة الطبيعية"، وهو نوع من الخلايا اللمفاوية (خلايا الدم البيضاء) التي تسبح في مجرى الدم لمطاردة الخلايا السرطانية والخلايا المصابة بفيروسات.
فيديو قد يعجبك: