غمس الكف في أطباق دم الأضحية ... تعرف على سر تلك العادة المصرية
كتبت-نرمين الجلاد:
يقترن الكثير من الظواهر المصرية بمناسبات دينية واجتماعية عديدة، منها غرس اليد أو الأصابع في دم الأضحية بعد ذبحها وتلطيخ الأبواب أو الجدران في عيد الأضحى.
وتعتبر عادة ترك أثر الدم عبر طبع الكف على الحوائط أو السيارات أو أبواب المنازل سلوك يفعله نسبة كبيرة من المصريين دون إدراك لدلالتها أو تأثيرها سوى أنها "تطرد الحسد"
أكدوا المصريين أنهم ولدوا ووجدوا الآباء والأجداد يفعلون ذلك الأمر وأنه يعد أحد أوجه التباهي بذبح الأضحية، وأن طباعة الكف على السيارة يذهب الحسد، خاصة أن معظم من يذبحون ذبيحة عند شراء سيارة جديدة أو منزل يطبعون الكف بالدم على الشيء الجديد، حسب ما جاء فى وكالة الأنباء الروسية"سبوتنيك".
وذهب البعض إلى أنها تذهب العقم وتفتح أبواب الرزق، وتشفي من الأمراض الجلدية بحكم بركتها، غير أن هذه الأقوال لم تثبت علميا.
وقال كبير الباحثين الأثريين بوزارة الآثار "مجدي شاكر" إن بعض المظاهر التي تمارس في عيد الأضحى منها غمس الأيدي في الدماء ووضعها على جدران المنازل والسيارات متوارثه من المصريين القدماء، حيث يرمز اللون الأحمر والدماء لأله الشر المعبود ست، وكان وضع علامة الكفوف الخمسة من دماء الضحية ووضعها على الجدران لمنع شر المعبود ست، ومنع أي عين من الحسد وطرد الأرواح الشريرة، وأن الكثير من الكفوف الخمسة كانت تصنع من الأحجار وتوضع كتميمة داخل أربطة المومياء أو في التابوت لطرد الأرواح الشريرة.
المصريون القدماء اهتموا بالاحتفالات والأعياد، وكانوا من أوائل شعوب العالم احتفالا بها، وكانت تصف بأنها "أعياد السماء".
وأوضح مجدى شاكر أن فكرة القربان أو الأضحية في الأصل إلى مهد الحضارة البشرية، حيث كانت تقدم للتخوف من غضب الطبيعة وعدم فهم ماهية الوجود وأصله، والتسليم إلى قوة خارقة أو إله عظيم مجهول، وهو ما دفع الشعوب القديمة إلى حيلة للتقرب إلى تلك الآلهة، عن طريق المنح والعطايا التي تنوعت ما بين المأكولات والمشروبات والزهور والحبوب والقمح والحيوانات، لتأكيد الإيمان بقوه الآلهة وسلطتهم وتحاشيا لغضبهم، ورد شر الطبيعة والكيانات المؤذية، والاستجابة للدعوات والمطالب، والحصول على المعرفة وإطالة العمر.
كانت قرابين مصر القديمة تقدم تحت إشراف كهنة المعابد، وتراوحت بين عطايا من أفضل اللحوم والطعام الفاخر، جلبا لرضا الآلهة، كما كان للخبز قيمة عظيمة، وقدم ضمن القرابين الجنائزية على الموائد أمام المقابر، وهو ما جسدته العديد في النقوش والرسوم التصويرية في المعابد والمقابر.
كان القربان يتم اختياره من بين أجود الحيوانات وأثمنها للذبح وكان أحد الكهنة المتخصصين يشم دماء الذبيحة ليتعرف على خلوها من الأمراض، وكان الجزار تابع للمعبد أو القصر، حيث يتم الذبح عن طريق قطع العنق أو الرجل اليمنى، وتوزع طبقا لقواعد محدده.
فيديو قد يعجبك: