درب سيناء.. "سي إن إن" تنشر تقريرًا عن "أهرامات البدو" المنسية

كتبت- لمياء يسري:

السفر والترحال، وخوض المغامرات داخل الصحراء والجبال، والبحث عن الأماكن الطبيعية غير الملوثة، والبعد عن زحام العواصم والتكنولوجيا، من أكبر عوامل الجذب للسياح في العالم.

وفي مصر، من المحتمل أن يتحول درب جبال البحر الأحمر، ودرب سيناء، إلى مشروعين عملاقين، قد يساعدان على دعم السياحة بشكل كبير في مصر، وتطوير حياة بدو سيناء، وذلك وفقًا لما ذكرته شبكة "سي إن إن".

الشبكة الأمريكية أعدت تقريرًا عن مشروعي درب جبال البحر الأحمر ودرب سيناء، حيث المناظر الطبيعية، وحب المغامرة، الذي ساعد الرحال البريطاني، ومؤلف كتاب "سيناء، مرشد الرحلات"، ومؤسس مبادرة "سيناء آمنة"، بن هوفلر.

هوفلر في العام 2014، ساعد في افتتاح تلك الطرق، وبدء رحلات التجول بين ثلاث قبائل في سيناء، على مسافات كبيرة وصلت إلى 220 كيلومترا، قبل أن يتوسع ليصبح الدرب يصل بين 8 قبائل، والتوسع لمسافة 55 كيلومترا إضافية.

وأوضحت "شبكة سي إن إن"، أن هوفلر استغرق 54 يومًا لاستكمال تلك الدروب، بمساعدة القبائل، الذين ساعدوا في اصطحاب الزوار إلى تلك المناطق الجبلية والصحراوية.

وفي العام 2018، ساعد هوفلر مع فريقه في فتح درب البحر الأحمر، البالغ طوله 170 كم، ويعد أول مسار للمشي الطويل في مصر.

المسافات البعيدة والمساحات الشاسعة للدروب الممتدة في صحراء سيناء والبحر الأحمر، يمكن أن يكملها الزائر العاشق لرياضة المشي في مراحل أو على مرحلة واحدة، فكل على حسب قدرته، وذلك وفقًا لهوفلر.

وقال هوفلر، إذا كانت الأهرامات هي قمة ما توصل إليه الفراعنة، فستكون دروب صحراء سيناء والبحر الأحمر، هي قمة ما وصل إليه البدوي.

يقول هوفلر، "في كل منطقة تسير فيها سترى مناظر طبيعية خلابة، المتقاطعة مع المسارات القديمة".

وتحتوي المنطقة على طرق تجارية استخدمها الرومان في السابق، كما اعتاد الرهبان على السفر من خلالها، إلى جانب كونها طرق صيد ورعي.

وتابع المستكشف البريطاني، أنه وفريقه سعوا إلى اكتشاف أكبر عدد من المسارات لإعادة تمهيدها للمشي.

وأوضح هوفلر، أن المنطقة مملوكة وتدار من قبل القبائل البدوية، التي تتخذ القرارات الجماعية بالتصويت، مؤكدًا أن الرحلة في المنطقة شاقة ومتعبة لكنها تستحق بسبب "الجمال المذهل للطبيعة".

وعلى طول الطريق، يواجه المتنزهون قممًا خشنة، ويعثرون على برك مائية مخفية وجسور غارقة مزينة بالفن الصخري القديم، وذلك بحسب ماري جرجس، الموظفة المصرية في مجال محو الأمية، التي خاضت التجربة بالفعل.

وقالت سارة غانم، المتدربة في مستشفى جامعة الإسكندرية، إن وجودك في رحلة عبر تلك الطرق مع البدو يمنحك شعورًا بالأمان، لأنهم يعرفون الصحراء جيدًا، لافتة إلى ان وجود مشاهدتهم يراقبون الطبيعة ويشقون طريقهم نحو تلك الدروب، جعلها تشعر بعلاقة أقوى مع الطبيعة التي فقدتها بسبب الحياة العصرية.

وأكدت غانم أن تلك الممرات ستعمل على دعم السياحة في مصر، حيث ستجذب المزيد من الزوار، غير الذين يركزون بشكل أكبر على التوجه للأقصر وأسوان ومنتجعات الغوص في البحر الأحمر.

ويرى معتز علوة، وهو مصرفي تجاري سابق ومتجول متحمس سار على طول مسارات سيناء والبحر الأحمر وتعرّف على القبائل البدوية في كلتا المنطقتين، أن تطوير المسارات أمر حيوي لتعزيز الثقافة، فضلًا عن التأثير بشكل جيد في قطاع السياحة بمصر.

ويمكن أن تتحول أيضًا تلك المسارات إلى استثمار جيد لبدو سيناء، الذين يبحثون دومًا عن مشروع يتربحون منه، وذلك بحسب ما ذكره علوة.

أصبح تطوير مسارات جديدة لمسافات طويلة تكتيكًا متبعًا في دول كثيرة، لأنها تتيح للزائرين رؤية الأماكن التي لم تستقبل السياح لسنوات عديدة.

الثقافة والتاريخ

وأكد هوفلر، أنه يشعر بتفاؤل كبير بشأن ما يمكن أن تفعله مسارات سيناء والبحر الأحمر لتعزيز السياحة في البلاد حيث أنها طريقة جديدة لجعل حياة البدو أكثر ازدهارًا.

وقال: "إن تلك المسارات تكشف كثيرًا عن حياة البدو، من هم؟ وكيف عاشوا؟.. وربما هذا المسار أيضًا، أن يكون جزءًا من قصة أين يذهبون في المستقبل".