بعيدا عن رمال الشواطئ.. دليل مختلف لقضاء يوم واحد في الإسكندرية
كتب- هيثم هلال
في كل الأوقات هي "جميلة وماريا"، لم يغيّرها فصول السنة فـ"ترابها زعفران"، وبحرها ساحر يغازل عشاقه، وأشعّة شمسها تتساقط من بين الغيوم لتداعب ضيوفها.. هي متفردة في شتائها ومبهجة في أصوات أمواجها.. هي الإسكندرية.
على الرغم من أن المحافظة ساحلية تشتهر بالمصايف والشواطئ، إلا أنّ كثيرين لا يفضلون السفر إليها إلا خلال فصل الشتاء، لقضاء عطلة مميّزة تجعلهم يستمتعون بأجواء شتوية تبعث عن البهجة والسرور وسط طقس يشبه أجواء أوروبا.
وبعيدًا عن رمال الشواطئ، نقدم لك دليلًا مختلفًا للاستمتاع بأجواء دافئة وجولة ليوم واحد لا تُنسى في "عروس البحر المتوسط"، تبدأ باستقلال القطار، من محطة مصر بميدان رمسيس في الثامنة وعشر دقائق صباحًا، الدرجة الثانية، وتذكرته تبلغ 30 جنيهًا، أو "سوبر جيت" من ميدان عبد المنعم رياض، أو ميكروباص من ميدان رمسيس، بأسعار تتراوح من 60 لـ120 جنيهًا، حسب الوقت والدرجة.
فور الوصول تستقبلك رائحة البحر، وشوارعها الفريدة القابعة بشموخ على ساحل البحر بعد أن غسلتها الأمطار، وجوها البارد المُنعش.
وإذا كانت محطتك الأولى في الإسكندرية من محطة الرمل، وتبحث عن فطار مختلف وبعيدًا على الأماكن التقليدية، استمتع بوجبة فطار في مطاعم من الطراز القديم، مثل محل "Délices" الذي أسسه الخواجة اليوناني موستاكاس عام 1907، وكان من أشهر رواده الروائي الكبير نجيب محفوظ، ويضم الآن متحفًا صغيرًا يشمل جميع الآلات القديمة للكاشير، والمنيو، والمراوح الصغيرة وغيرها.
يمكنك أن تتناول في الفطار، أشهر طبق بالمحل، وهو توست بالبيض والجبنة ديلوكس، ويبلغ سعره نحو 50 جنيهًا.
ومن محطة الرمل إلى "بحري"، حيث المناظر الطبيعية التي تُنسيك متاعب الأسبوع؛ فيمكنك أن تجري جولة بقلعة قايتباي أحد أقرب الأماكن إلى البحر، مقابل تذكرة ثمنها 20 جنيهًا، لكن يجب أن تعلم أنها أكثر الأماكن برودة في فصل الشتاء، لأن البحر يحيطها من ثلاث جهات.
وسواء قرّرت زيارتها أو لا، كن مستعدًا للاستمتاع بالترجل في الممشى البحري الذي تحيطه مجموعة من القوارب الصغيرة العتيقة على جانبيه، والأمواج التي تلاطم الصخور، وتداعبك بالرذاذ أثناء الترجل.
يمكنك أن تتخذه موقعًا مناسبًا للصيد إذا كنت من هواة الصيد، أو أن تُجري جولة بحرية بعد الظهر وأثناء سطوع الشمس بمركب خاص مقابل 150 جنيهًا في الساعة الواحدة، تجوب فيها معظم أنحاء الإسكندرية من البحر.
ولا يفوتك أبدًا وأنت في "بحري"، أن تستقل حنطورًا بمقابل 50 جنيهًا، أو أن تترجل أو تستقل ميكروباص إلى محل "الشيخ وفيق"، من أجل حلوياته الشهية، ومنها الأرز بالمكسرات والجيلاتي بـ18 جنيهًا، أو طبق الكسكسي بالمكسرات مقابل 17 جنيهًا.
وبالتأكد إذا كنت في الإسكندرية فيجب أن تتناول وجبة ساخنة من الأسماك الطازجة، حيث تضم عروس البحر مجموعة متميزة من مطاعم الأسماك، لكن إذا كنت تبحث عن مكان رائع، فاتجه من "بحري" قبل الغروب بنحو ساعة إلى "المكس" عبر استقلال ميكروباص "مشروع" إلى "هانوفيل البلد" ومنها إلى المكس، ثم بنهاية شارع الفنار تجد مطعم "قلعة سي اللول" أو "أسماك اللوك" على البحر مباشرة، هناك يمكنك أن تتناول الغذاء على "البحر" مباشرة.
المحل يقع بين كبائن خاصة بالصيادين، أمام فنار المكس التاريخي وفي بقعة هادئة على الشاطئ، وهو مبني بالكامل من الأخشاب ومطلي باللون الأزرق، ومن أشهر رواده الفنان يحيى الفخراني ونبيلة عبيد، وصوّر فيها مشاهد من فيلم "من 30 سنة" للفنان أحمد السقا، وغيره من الأعمال الفنية.
بعد تناول وجبة السمك الشهيّة، اتجه إلى كورنيش الإسكندرية، الذي تشعر فيه خلال ساعات ليل الشتاء بملكية خاصة دون زحام أو ضجيج، وبعيدًا تمامًا عن أي ممارسات تسيء إليه خلال موسم "المصايف" في فصل الصيف.
يمكنك أن تحتسي قهوتك أو مشروبك الساخن المُفضل بأحد الكافيهات على البحر مباشرة، سواء كانت مغلقة بزجاج للحماية من الهواء الشديد، أو غيرها، وتختلف الأسعار حسب الكافيه وموقعه.
فيديو قد يعجبك: