عودة السائحين إلى جزر الكناري رغم انتشار فيروس كورونا
د ب أ-
بدأ جورج ماريشال، وهو مواطن إسباني يعمل في مجال إدارة الفنادق، في تنفس الصعداء، بعد أن فتحت المملكة المتحدة وألمانيا ممرات السفر إلى جزر الكناري مؤخرا، وهو ما كان بمثابة طوق النجاة للأرخبيل المعروف بشمسه الدافئة، والذي يعتمد على السياحة الشتوية بصورة كبيرة.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن ماريشال، الذي يدير فنادق ومرافق سكنية في جزيرتي تينيريفي ولا جوميرا، القول "إن الأخبار إيجابية للغاية، إلا أننا علينا أن نتعامل مع الأمور بهدوء".
وقال: "نأمل أن يعود جميع عملائنا مجددا، وأن يغادروا المكان وهم سعداء وبصحة جيدة، بعد أن أضفت عليهم أشعة الشمس بشرة سمراء".
وقد تسببت جائحة كورونا في تدمير صناعة السياحة الإسبانية التي شهدت تراجعا في أعداد الزائرين الأجانب بنسبة بلغت نحو الثلاثة أرباع خلال العام حتى شهر آب/أغسطس.
وقد منح قيام المملكة المتحدة وألمانيا بتسهيل إجراءات السفر إلى جزر الكناري، فرصة للأرخبيل الاسباني لإنقاذ بعض شركاته التي تزود مواطني شمال أوروبا بجرعة من أشعة الشمس الشتوية.
وذكرت وكالة "بلومبرج" للانباء أن المملكة المتحدة كانت أعلنت يوم الخميس الماضي أنها لن تفرض على البريطانيين العائدين من تلك المنطقة الاسبانية الخضوع للحجر الصحي لمدة أسبوعين.
إلا أن ذلك الشرط مازال ساريا بالنسبة لباقي أنحاء إسبانيا، حيث عادت حالات الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمرض (كوفيد-19)، إلى مستويات الذروة، كما تزايدت أعداد الحالات التي تتلقى العلاج في المستشفيات.
ودخل قرار المملكة المتحدة بشأن رفع القيود حيز التنفيذ بداية من يوم أمس الأحد. وجاء القرار في أعقاب خطوة مماثلة اتخذتها ألمانيا. ويعتبر النبأ السار بالنسبة لجزر الكناري، شعاع نور نادر في ظل عام كئيب بالنسبة لإسبانيا التي تصارع من أجل احتواء الفيروس وتداعياته على صناعة السياحة التي تمثل أكثر من 10 بالمئة من الاقتصاد في البلاد.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يوم الجمعة الماضي، إن هناك أكثر من ثلاثة ملايين شخص في بلاده أصيبوا بالفيروس، وهو رقم أعلى بنحو ثلاثة أضعاف من البيانات الرسمية، وتدرس الحكومة حاليا فرض قيود جديدة لمحاولة كبح جماح الفيروس.
وبصورة نسبية، لم تتضرر جزر الكناري - وهي عبارة عن سلسلة من العديد من الجزر التي تقرب من الصحراء الغربية أكثر من قربها من البر الرئيسي الإسباني - من فيروس كورونا، وذلك على الرغم من تعرض الاقتصاد المحلي للدمار بسبب التأثير الاقتصادي المفروض على قيود السفر.
وفي تينيريفي، لا يعمل سوى خُمس فنادق الجزيرة، حيث تتراوح نسب الاشغال فيها بين 15 و20 بالمئة فقط، بحسب ما يقوله ماريشال، وهو رئيس رابطة "أشوتيل"، التى ترعى قطاع السياحة في الجزيرة وثلاث جزر أخرى، من بينها لا بالما، ولا جوميرا، وإل هييرو.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن الموقع الالكتروني الخاص بالحكومة الإقليمية، إن هناك نحو 750 فندقا لخدمة الزائرين في جزر الكناري.
ويأمل ماريشال في أن يؤدي انتعاش سوق العمل، إلى أن يتمكن هو قريبا من الترحيب بالسائحين من جديد في الفندقين اللذين يديرهما في تينيريفي، والمغلقين منذ شهر آذار/مارس الماضي.
ومن الممكن أن يساعد تخفيف القيود المفروضة على السفر من جانب المملكة المتحدة وألمانيا، أكبر سوقين في الجزر، في إنقاذ الصناعة بعض الشيء خلال موسم أعياد الميلاد (الكريسماس) الرئيسي في الأرخبيل، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة نحو 70 درجة فهرنهايت (أي 21 درجة مئوية) في شهر كانون أول/ديسمبر.
ويشار إلى أن الألمان والبريطانيين الذين يسعون إلى الهروب من فصل الشتاء الكئيب في شمال أوروبا، كانوا يمثلون أكثر من نصف إجمالي عدد زائري جزر الكناري في كانون أول/ديسمبر من العام الماضي.
وكانت الجزر سجلت خلال الأيام السبعة الماضية، 44 حالة إصابة بمرض "كوفيد-19" بين كل 100 ألف شخص، حيث يعتبر الرقم هو الأدنى حتى الان بالنسبة لأي منطقة إسبانية أخرى، بحسب "بلومبرج".
يذكر أن إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في إسبانيا وصل إلى 05ر1 مليون حالة، حتى صباح يوم أمس الاحد، بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز ووكالة بلومبرج للأنباء. وأظهرت البيانات أن عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في إسبانيا وصل إلى 34 ألفا و752، في حين تعافى من الفيروس 150 ألفا و376 من المصابين.
وأعلنت إسبانيا تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس في البلاد قبل حوالي 38 أسبوعا.
فيديو قد يعجبك: