لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف يكون في منع النعمة عطاء وفي عطائها منع؟!

09:00 ص الثلاثاء 27 ديسمبر 2016

كيف يكون في منع النعمة عطاء وفي عطائها منع؟!

بقلم – هاني ضوَّه :

نائب مستشار مفتي الجمهورية

الرضا بمكروه القضاء من أرفع درجات اليقين، وهي أن يمتلئ قلبك رضىً عن الله في السراء وفي الضراء، في الغنى وفي الفقر، في الصحة والمرض، في الزواج وفي عدم الزواج.

وقد يكون في منع النعمة أو الخير عين العطاء من الله عز وجل، وهي حكمة لا يفهمها إلا أولي البصائر، وقد فطن لهذا المعنى سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه، فقال في حكمه: "ربما أعطاك "الله" فمنعك، وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء."

ومعنى قول سيدي ابن عطاء الله أنه ربما يعطي الله عبدًا نعمًا كثيرًا تمناها فتكون هذه النعم سببًا في ميله إلى الشهوات أو الفتنة أو تكون سببًا في مرض أو ضياع دين أو بعد عن الله، وربما منع الله عن العبد ما يطلبه فيكون ذلك سببًا في منع بلاء أو توفيق لشئ آخر أفضل أو يكون ذلك سببًا في القرب من الله.

وأمر المؤمن كله خير سواء كان في ضيق أو في يسر، يقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: "عَجَبا لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له".

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت".

وبين الحبيب المصطفي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن من أسرار سعادة ابن آدم رضاه بالقضاء فعن سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له ومن شقاوة بن آدم تركه استخارة الله ومن شقاوة بن آدم سخطه بما قضى الله له".

وأقول الصحابة الكرام كثيرة في فضل الرضا بما قسمه الله، من ذلك ما روي عن أم الدرداء تقول: "إن الراضين بقضاء الله الذين ما قضى لهم رضوا به، لهم في الجنة منار ليغبطهم بها الشهداء يوم القيامة".

ويقول حبر الأمة عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما-: أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله تعالى على كل حال.

وهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يقول: "لأن ألحس جمرة أحرقت ما أحرقت، وأبقت ما أبقت أحب إلى من أن أقول لشيء كان ليته لم يكن، أو لشيء لم يكن ليته كان".


موضوعات متعلقة:

5 ثمرات لمحاسبة النفس .. تعرف عليها !!!

كيف تفرج الهم عن نفسك؟!.. الإجابة فى 9 خطوات

5 أسباب لرفع الغلاء والبلاء

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان