إعلان

"الخط الإسلامي"...متحف في الكويت يروي تاريخ فنون إسلامية نادرة

09:30 ص الجمعة 27 مايو 2016

"الخط الإسلامي"...متحف في الكويت يروي تاريخ فنون إ

خطوط كوفية متشابكة، وزخارف عتيقة، ولوحات وأعمال فنية يعود بعضها لآلاف السنين، تجتمع في متحف "الخط الإسلامي"، في الكويت، لتروي حكاية فنون وثقافات مختلفة عايشها المسلمون، منذ بداية القرن الأول بعد الهجرة (الثامن الميلادي)، في بقعة جغرافية شاسعة تمتد من بلاد الصين، وحتى سواحل المحيط الأطلسي.

وفي زوايا وأنحاء ذلك المتحف، تتوزع لوحات لأنواع وأشكال الخطوط العربية الإسلامية، ومصاحف نادرة، وزخارف إسلامية، وفرمانات (قرارات) قديمة، وتحفا فنية صنعت من خامات كالورق، والخشب، وسعف النخيل، إضافة إلى مقاعد مزخرفة، وشواهد قبور يعود تاريخها إلى ما قبل 800 عام، وغيرها من المقتنيات والفنون النادرة.

ولعل أبرز ما يعرضه المتحف، الذي أنشأه أول مدير لإدارة الآثار والمتاحف في الكويت، طارق السيد رجب، عام 1980، مخطوطات كوفية تروي قصة الخط الإسلامي، منذ القرن الأول بعد الهجرة، وحتى اليوم.

وتضم تلك المخطوطات أعمالًا لأشهر الخطاطين على مر العصور في منطقة شاسعةٍ تمتدّ من الصين إلى المحيط الأطلسي .

مدير متحف "الخط الإسلامي"، عباس دشتي، يقول لمراسل "الأناضول"، وهو يشير إلى أعمال وقطع فنية يبدو عليها القدم: إن "المتحف يغطي كل ما يتعلق بفنون الخط، والزخرفة، في جميع أقطار العالم الإسلامي، خلال فترات تبدأ من العصر الإسلامي وصولا إلى العصر الحديث".

ويضيف، "يتضمن المتحف أعمالًا لفنانين خطوا لوحاتهم على الورق، والجلد، والخشب، والنحاس، وغيرها من الخامات، التي تضمنت آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة".

وينقسم متحف "الخط الإسلامي" إلى ثمانية فروع، بحسب مديره "دشتي"، هي: المصاحف النادرة، وكسوة الكعبة، والحليات، والزخارف الإسلامية، والفرمانات، والخطوط الصينية، والمنمنمات (رسوم دقيقة مفصَّلة)، والمصاحف المخطوطة.

وقبل الوصول إلى أقسام المتحف المختلفة، على الزائر عبور بوابة خشبية منحوتة بزخارف إسلامية، يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي، ليصعد بعدها سلالم تطل على نقطة تتدلى منها ستة أمتار من ستائر الكعبة المشرفة.

وفي مدخل صالة المتحف الرئيسية، عُلّقت لوحة كبيرة ملونة بالذهب خلفيتها سوداء، رسمها السلطان محمود خان، الذي حكم الدولة العثمانية من عام 1808 حتى عام 1839 ميلادي، وداخل غرفة قريبة وضعت "الهيليات"، وهي لوحة مخطوطة تذكر صفات نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.

وبحسب، مدير المتحف، فإن الخطاط المعروف حافظ عثمان، أعطى في القرن السابع عشر الميلادي، براءة اختراع لوحة "الهيليات" التي انتشرت في تركيا، بعد ابتكارها في الدولة العثمانية.

ويتضمن المتحف، مساهمات من بلدان إسلامية مختلفة، فمن أندونيسيا يوجد نموذج منقوش للقرآن الكريم على أوراق النخيل المجففة، يعود تاريخه إلى العام 1843، ومن إيران إبريق زجاجي رقيق مزين بنقوش ورسوم لطيورٍ، صنع في أوائل القرن الثاني عشر، أما الهند فقدمت قطعة قماش قطنية حيكت عليها آيات قرآنية يعود تاريخها إلى العام 861.

وفي مكان قريب من القطعة الفنية الهندية، تثير الانتباه لدّى الزوار، لوحة ورقية مخطوطة صُنعت في سوريا في أوائل القرن العشرين، وتبلغ مساحتها 7 أمتار، علقت على حائط، وكتب عليها آيات من القرآن الكريم بخطوط صغيرة.

كما زينت جدران إحدى غرف المتحف، بآيات مخطوطة على قطعة خشبية كبيرة، أحضرت من مصر، يعود تاريخها إلى العهد المملوكي.

جدير بالذكر، أن مؤسس المتحف طارق سيد فخري السيد رجب من مواليد عام 1935، وهو أحد رموز الحركة الفنية في الكويت، وهو من أوائل الكويتيين الذين تأهلوا في مجالات التنقيب الأثري، وبعيد استقالته من العمل الحكومي، كرس اهتمامه بالخط الإسلامي، والمقتنيات الإسلامية، لينشئ متحفين، يستعرضان الفنون والخطوط الإسلامية.

المصدر: وكالة الأناضول


موضوعات متعلقة:

عرض جزء من كسوة الكعبة بالمتحف التاريخي في ألمانيا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان