إعلان

عبدالستار إيدهي .. أبو الفقراء الذي رحل

09:15 ص الجمعة 15 يوليو 2016

بقلم – هاني ضوَّه :

"إمبراطور الخير" و"أبو الفقراء" .. كانت ألقاب أطلقها الفقراء في باكستان الشيخ عبدالستار إيدهي، الذي وافته المنية ليلة الثامن من يوليو عن عمر يناهز 92 عامًا بعد صراع مع المرض، وحياة قضاها في خدمة الفقراء والعمل على رعايتهم.

ويعد الشيخ عبدالستار إيدهي الذي وُلد في يناير 1928 أحد أهم رجال الصوفية الأتقياء من الطريقة القادرية في باكستان، وصاحب أكبر أسطول سيارات إسعاف- ما يزيد عن 1500 سيارة إسعاف- وطائرتان مجهزتان طبيًا، ومئات المراكز والمستوصفات الطبية ومراكز رعاية الأمومة الخيرية، كما خصص للفقراء مقابر خاصة بهم، ومئات الملاجيء الخاصة بالأطفال والنساء الذين يتعرضون للعنف الأسري.

بدأ الشيخ عبدالستار إيدهي عمله الخيري بسيارة إسعاف واحدة إشتراها عام 1951م بالوقوف في مناطق كراتشي الشعبية وجمع التبرعات، وذلك بعدما رأى أن الدولة لم تقدم الدعم لعائلته من أجل رعاية أمه المشلولة والمريضة، ثم أنشأ خيمة لتقديم الخدمات الطبية والرعاية للفقراء عام 1957م، حتى أصبح كل ذلك مؤسسة كبيرة هي مؤسسة "إدهي" الخيرية التي قدمت المساعدات في بنجلاديش وأفغانستان وإيران وسريلانكا وكرواتيا وإندونيسيا والولايات المتحدة بعد إعصار كاترينا.

رفض الشيخ عبدالستار إيدهي دعوة من الرئيس آصف علي زرداري للعلاج بالخارج من الفشل الكلوي الذي أصيب به، وقرر الدخول لمستشفى حكومي وهي التي توفي فيه عن عمر يناهز 92 عامًا.

كان معارضًا كبيرًا للجماعات الإسلامية المتشددة مثل حركة طالبان وغيرها بسبب أفكارهم المتطرفة واعتداءهم على الناس، حتى تعرض للكثير من الاعتداءات منهم.

وأوصى قبل وفاته بأن يكفن في ملابسه، وكان لا يملك إلا عباءتين يلبسهما، وكان يعيش في غرفة متواضعة قرب مركز إدارة مؤسسته، كما أوصى كذلك بأن يتم التبرع بأعضاء جسمه بعد وفاته، لكن تدهور حالته الصحية وإنهيار أجهزة جسمه حال دون تطبيق وصيته تلك.

ورشح الشيخ عبدالستار إيدهي عدة مرات لنيل جائزة نوبل للسلام، كان أخرها هذا العام، نظرًا لما قام به من مجهودات كبيرة في خدمة الفقراء والمساكين في مختلف بقاع العالم.

للتواصل مع الكاتب ومتابعته (المقالات الضوية) :

https://www.facebook.com/Dawaea

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان