إعلان

فى حادثة غريبة.. سكان قرية اصطحبوا مئذنة مسجدهم عندما اضطروا للرحيل

09:40 ص الخميس 03 نوفمبر 2016

فى حادثة غريبة.. سكان قرية اصطحبوا مئذنة مسجدهم عن

إعداد - سماح محمد:

لظروف مفاجأة وغير قابلة للحل اضطر سكان قرية تركية ترك قريتهم عام 1997 والانتقال إلى منطقة أخرى بسبب قرار صادر من الدولة ببناء سدّ بالقرب من مكان إقامتهم وعليه قرر سكان قرية "أشلك" بمنطقة بيغا الواقعة غرب تركيا اصطحاب مئذنة مسجدهم معهم إلى مكان إقامتهم الجديد في منطقة غوكشا أدا.

وجاء هذه الأمر بحسب مديرية شئون المياه في تركيا عندما اتخذت قراراً بخصوص بناء سد باكاجاك عام 1986 بمنطقة بيغا، وتم وضع حجر الأساس للمشروع عام 1990، في حين دخل السد الخدمة عام 1999.

ونظراً لكبر السد الذي يستوعب 138 مليون متر مكعب من الماء، طلبت الجهات المختصة من سكان قرية "أشلك" المؤلفة من 85 عائلة، إخلاء القرية تماما وابدلتهم مكاناً اخر في منطقة "غوكشا أدا" لجعله قريتهم الجديدة. ولدى صدور قرار إخلاء قرية أشلك وافقت 60 عائلة على الانتقال إلى المكان الجديد المحدد لهم، فيما فضّلت 25 عائلة الانتقال إلى مركز منطقة بيغا للبقاء بالقرب من قريتهم التي غمرتها مياه السد.

وفي عام 1995 وجّهت الفرق المشرفة على إنشاء السد نداء إلى أهالي "أشلك" بقرب موعد إخلائهم القرية ودعتهم إلى البدء بجمع أمتعتهم وشد الرحال إلى مكانهم الجديد في غوكشا أدا. ومع حلول عام 1997 بدأت موجة الرحيل لسكان أشلك إلى مكانهم الجديد، تاركين خلفهم قريتهم التي أمضوا فيها سنين طويلة بحلوها ومرّها. ومع مرور السنين وانحسار مياه السد ظهرت معالم القرية المهجورة مجدداً، غير أن مئذنة المسجد التي كانت تتوسط القرية لم تكن بين المعالم الموجودة.

واتضح فيما بعد أن سكان القرية اصطحبوا معهم مئذنة مسجدها الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1964، وذلك للحفاظ على ذكرى قريتهم حية في عقولهم. وتبيّن أن سكان قرية أشلك قاموا قبيل رحيلهم بتفكيك أحجار المئذنة وترقيمها كي يسهل عليهم بناؤها مجدداً، إذ وجدوا بعد عناء طويل، البنّاء الذي أنشأ المئذنة، وقاموا بنقل الأحجار عبر شاحنات إلى مكان إقامتهم الجديدة الذي يبعد عن قريتهم القديمة 200 كيلومتر.

وقام سكان القرية بنصب المئذنة إلى جانب مسجدهم الجديد فى غضون 40 يوماً، وعلى الفور بدأت أصوات الأذان تعلو منها بعد 3 أعوام من الانقطاع.

وتعليقاً على نقل المئذنة قال نظمي جيلان احد سكان القرية: إنّ ما قام به سكان القرية لا مثيل له في العالم أجمع. وتابع جيلان قائلاً: "تركنا قريتنا لكن القرية بينابيعها ومدرستها ومسجدها ظلت مكانها، وغُمرت بمياه السد، وفكّرنا طويلاً حول كيفية إبقاء ذكرى قريتنا حياً في عقولنا، فما وجدنا أفضل من نقل المنارة لجمالها وتصميمها المعماري الرائع".

وأوضح أن أهالي القرية بحثوا طويلاً عن الشخص الذي أنشأها أول مرة، وتمكنّوا من التواصل معه وتنفيذ تعليماته، حيث وضعوا رقماً للأحجار التي فكّكوها، ونقلوا المئذنة إلى القرية الجديدة.

من جانبه أفاد إدريس ياواش، أحد سكان قرية أشلك، بأنهم تركوا العديد من الذكريات تحت مياه السد، وأنّهم اكتفوا بجلب المئذنة، التي اعتنوا بها مثل قرّة عينهم.

وبيّن ياواش أنّ المئذنة تجسّد معالم قريتهم وتذكّرهم بالأيام الجميلة التي أمضوها في أشلك القديمة.وبدوره قال إمام مسجد أشلك، أحمد أوزبك، إنّه عُيّن في المسجد الجديد قبل عامين وتأثّر كثيراً لدى سماعه قصة نقل المئذنة من أشلك القديمة إلى القرية الجديدة.

وأعرب أوزبك عن سعادته البالغة لقدومه إلى أشلك الجديدة وتعرّفه على سكانها، مشيراً إلى أن القيمة المعنوية للمئذنة زادت لديه مع تقادم الأيام، وبات يحمل نفس مشاعر سكان القرية تجاهها.


موضوعات متعلقة:

بالصور والفيديو.. لم تره من قبل فى روعة التصميم لمسجد يشبه سفينة فضائية

مساجد بلا مسامير .. تراث تركي يُسحر الزائرين العرب

أين يوجد أكبر عدد من المساجد؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان