جهز أوراقك.. سيبدأ الاجتماع بعد قليل !
كتبت – سارة عبد الخالق -:
استيقظ من نومه مبكرا.. تناول افطاره سريعا.. وارتدى ملابس راقية جميلة نظيفة.. وذهب مسرعا إلى عمله.. وبدأ في مراجعة أوراقه التي أخذ يجهز فيها ويرتبها ويراجعها ويبحث عن الأفضل والأفضل.. وأخذ يراجع الكلمة التي سوف يليقها والأفكار التي سوف يقدمها ويناقشها مع زملائه في هذا الاجتماع السنوي التي تنظمه شركته في نفس الوقت من كل عام ..
اعتاد هذا الشاب المجتهد أن يجهز ويحضر لهذا الاجتماع بكل ما يملكه من قوة وعزيمة واقبال على العمل، فأصبح هذا أسلوبه عامة في كل الأوقات.. فنال أعلى المناصب وحقق أفضل النتائج في عمله !
هل هذا هو حالك أيضا ؟!
قد يرى البعض أن هذه المثالية والاجتهاد غير واقعية.. ولكن ؟!
دعني اترك لمخيلتك حال شخص آخر على نقيض تام من الشخصية السابقة .. كيف سيكون حاله ؟!.. وماذا سيصبح ؟!
مما لاشك فيه أن الترتيب والتجهيز والاستعداد لأي عمل يؤتي بثماره بعد ذلك .. فمن المستحيل أن التكاسل والتباطؤ سيحقق النتيجة المرجوة في النهاية..
وهذا هو حالنا جميعا.. تلهينا الدنيا بكل مشاغلها ومتطلباتها.. وتمر الأيام مسرعة، ونجد أنفسنا أمام شهر رمضان المعظم .. شهر الطاعات والعبادات.. شهر يحاول كل فرد فينا أن يتسابق في الخيرات.. شهر يجتمع فيه الجميع على الطاعة آملين أن يقبلنا الله – عز وجل- ويرحمنا ويغفر لنا..
لكن.. كيف تستطيع أن تعمل وتجتهد في هذا الشهر العظيم دون الاستعداد والتجهيز له ؟!
اجلس قليلا مع نفسك.. فكر في الحالة والأسلوب الذي تريد أن تكون عليه في رمضان.. وأبدأ من الآن..
فمن الصعب أن تكون بعيدا عن الصلاة والصيام وقراءة القرآن وكل الأعمال الصالحة، وتأتي فجأة وتريد أن يخشع قلبك ويقشعر بدنك ويلين فؤادك في هذا الشهر..
درب نفسك من الآن.. جدد نيتك.. استغفر ربك.. ادعوه وتقرب منه.. اشحن طاقتك منذ هذه اللحظة.. لتنال لذة العبادة ومتعة الطاعة وآثرها عليك..
شهر رمضان زائل.. ورب هذا الشهر موجود .. فاعمل لآخرتك من الآن ..واستغل فرصة بدء شهر رجب واشحذ همتك لتصل إلى أعلى المراتب في شهر رمضان – بمشيئة الله – وتصبح سمة حياتك بعد ذلك العمل والاجتهاد لنيل طاعة الرحمن ..
والله ولي التوفيق،،
أعننا الله وإياكم على طاعته وعبادته على الوجه الذي يرضيه عنا ،،
موضوعات متعلقة:
فيديو قد يعجبك: