ما حكم لبس الثياب البيضاء للمرأة الـمحدة؟ وهل ينحصر الإحداد في الثياب السوداء؟

يجيب على هذه الفتوى لجنة الفتوى بدار الافتاء المصرية:

ليس هناك لون مخصوص للثياب التي تلبسها المرأة الـمحدة، وإنما المعتبر في ذلك هو قصد الزينة وعدمه؛ فما كان بقصد الزينة يمنع، وما كان بخلافه فلا يمنع، والضابط في الزينة هو العرف الموجود في البلاد التي تقيم فيها المرأة، وإذا تقرر ذلك فالأبيض إذا كان من الزينة في عرف بلد المرأة فيحرم لبسه في فترة الإحداد.

والإحداد مشروع للنساء، ويجب على الزوجة أن تحد على زوجها أربعة أشهر وعشرا، إلا أن تكون حاملا، فعدتها تنتهي بوضع الحمل؛ لقوله تعالى: {وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}... [سورة الطلاق : 4]، أما على غيره فيباح لها مدة ثلاثة أيام من غير زيادة.

والممنوع على المرأة الـمحدة بخصوص الثياب: لبس ما يقصد به التزين، ومما نص عليه في ذلك: المصبوغ بالعصفر ونحوه، والعصفر: نبت معروف يستخرج منه صبغ أحمر يصبغ به الحرير ونحوه.

والضابط فيما يتعلق بالزينة هو العرف؛ وما جرت العادة أن تتزين به لتشوف الرجال إليه ولو بحسب عادة قومها أو جنسها.

إذن فليس ثمة لون معين من الثياب تمنع المرأة الـمحدة من لبسه إلا ما قصد به التزين شرعا أو عرفا. فما كان كذلك يمنع، وما كان بخلافه فلا.

أما بخصوص الثياب البيضاء؛ فلا تمنع المرأة الـمحدة من لبسها إلا من جهة اعتبار العرف أنها ثياب زينة، وأما الثياب السوداء فتباح ولو صبغت لا بقصد الزينة فإن قصد بها التزين منعت.