إعلان

بعد رفض فتيات تغسيل متوفاة لم تكن تصلي.. هل تارك الصلاة لا يُغسل ولا يُصلى عليه؟

08:06 م الثلاثاء 24 أغسطس 2021

أرشيفية

كتبت – آمال سامي:

"ذهبت اليوم مع بعض الأخوات لغسل متوفاة فعلمنا أنها لا تصلي فرفض الأخوات تغسيلها..ترك الصلاة أمر جلل وخطير نبهوا اهليكم واحبابكم وكونوا دعاة لهم" هكذا كتبت فتاة تدعى ريهام عبد الرحمن منشورها على الفيسبوك لتثير حالة كبيرة من السخط بين رواد الفيسبوك، ما دعاها إلى حذفه مؤخرا، بعد رفض كثير من المعلقين ما فعلته الفتيات وطالبوا الجهات الدينية بالتحقيق في هذا الأمر، إذ ذكروا أن الفتيات بذلك اعتبرن تارك الصلاة كافرا ولا تجوز الصلاة عليه بل وتفاخرن بأنهن لم يصلين على الفتاة.

يعلق الدكتور محمد خليفة البدري مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، على هذا السلوك مؤكدًا أنه أمر خطير لأنه يؤدي لتكفير الآخر، فترفض تغسيلها والصلاة عليها ثم تقول بعد ذلك بألا تدفن في مقابر المسلمين، وقال البدري إن هذه امرأة مسلمة، وأكد البدري أن من ترك الصلاة متكاسلًا هو مسلم ولا يؤدي هذا إلى ترك تغسيله أو الصلاة عليه، وقال البدري أنه لا يوجد أي دليل لهم على هذا السلوك، "فهل يكفرونها؟ هذه مصيبة كبيرة لأنها تدعو إلى التكفير"، وأكد البدري أن تارك الصلاة ليس كافرًا في قول جمهور العلماء.

ويقول البدري إنه إن كانت الفتاة قد نشرت هذا الأمر بقصد التحريض على تارك الصلاة، ونيتها فيه أن تقول للناس لا تتركوا الصلاة وإلا لن نصل عليكم، فهي تخالف سُنة النبي صلى الله عليه وسلم: "نقول لها أن هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين اتباعه في هذا؟

الإفتاء تحسم الجدل: تارك الصلاة ليس بكافر

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في فتوى سابقة له حول حكم تارك الصلاة أن من تركها كسلًا ليس كافرًا مؤكدًا انه لم يبن أحد من العلماء المعتبرين أي احكام على تارك الصلاة كسلا، كالتفريق بينه وبين زوجته أو القول بعدم دفنه في مقابل المسلمين أو أي احكام تتعلق بالإرث، مما يؤكد عدم كفره.

وذكرت دار الإفتاء المصرية أن ترك الصلاة منكر عظيم يقع لكثير من الناس، وذكرت أن تارك الصلاة بين أمرين، أولهما ان يكون تركه لها انكارًا لوجوبها فهو بذلك كافر بإجماع المسلمين خارج من ملة الإسلام، لأنها من المجمع عليه المعلوم من الدين بالضرورة، فيقول النووي: "إذا ترك الصلاة جاحدًا لوجوبها، أو جحد وجوبها ولم يترك فعلها في الصورة فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين ... ويترتب عليه جميع أحكام المرتدين، وسواء كان هذا الجاحد رجلًا أو امرأة، هذا إذا كان قد نشأ بين المسلمين، فأما من كان قريب العهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة من المسلمين بحيث يجوز أن يخفى عليه وجوبها، فلا يكفر بمجرد الجحد، بل نعرفه وجوبها، فإن جحد بعد ذلك كان مرتدًّا"، أما من تركها تكاسلًا مع اعتقاده وجوبها وهو حال كثير من الناس حسبما تذكر دار الإفتاء، فإنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب من قبل القضاء.

وذكرت دار الإفتاء أدلة على ان تارك الصلاة ليس بكافر، فمنها ومن الأدلة على عدم تكفير تارك الصلاة تكاسلًا أيضًا، ما أخرجه أبو داود والنسائي ومالك في "الموطأ" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه بقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "خَمْسُ صَلَواتِ كتَبهنَّ اللهُ على العِباد، فمن جاءَ بهن لم يُضَيعْ منهُن شيئًا استخفافًا بحقهنَّ كان له عندَ الله عَهدٌ أن يُدْخِلَه الجَنَّة، ومَنْ لم يأتِ بهِن، فلَيسَ له عندَ الله عهد: إن شاءَ عَذبه، وإن شَاءَ أدْخَلَه الجَنة"، فتذكر الدار هنا أن تارك الصلاة كسلًا هنا أمره مفوض إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة، وهذا دليل على عدم كفره، "ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه، ولو كان كافرًا لا يغفر له لم يرث ولم يورث".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان