لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

توضأ عند مريض وصب عليه ماء وضوئه.. فهل ذلك بدعة؟.. أستاذ بالأزهر يرد

01:45 م الجمعة 04 نوفمبر 2022

د.عطية لاشين

كتبت - آمال سامي:

تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سؤالا من أحد متابعيه يقول فيه: توضأت عند مريض وصببت عليه ماء الوضوء فقيل لي : هذا بدعة فما رأي الشرع؟ فأجاب لاشين عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك قائلا انه قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب السنة أنه عاد جابرا في مرضه ،وتوضا عنده وصب عليه ماء الوضوء ٠

وأوضح لاشين أن الله عز وجل حث المسلم على زيارة أخيه المسلم المريض واخبر الزائر بأنه إذا زار أخاه المريض وجد ثواب هذه الزيارة مدخرة عند الله يوم لقائه، فروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هربرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ،قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده ،أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟٠

وسرد لاشين عدة آداب لزيارة المريض وهي :

١- أن الزائر إذا كان ذا صلاح وورع وتقوى ودين أن يتوضأ عند المريض ويصب الماء الذي توضأ به على المريض ٠

روى البخاري عن جابر رضي الله عنه قال : مرضت فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما ماشيان ،فوجداني أغمي علي ،فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فأفقت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم ،فقلت يارسول الله: كيف أصنع في مالي؟ ،كيف أقضي في مالي ؟ فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية المواريث ٠

وذكر لاشين أن الحديث يدل على التبرك بالماء الذي توضأ به صلى الله عليه وسلم كما يدل على طهارة الماء المستعمل في رفع حدث إذ لو لم يكن طاهرا ما صبه الرسول صلى الله عليه وسلم على جابر وطهارة الماء المستعمل لم يقل بخلافه واحد من أهل العلم٠

٢- أن يذهب إليه الزائر ماشيا ما لم يشق ذلك عليه بأن كانت المسافة بعيدة أو لضعف عند الزائر أو لكبير سن لا يستطيع معهما المشي فلا بأس بالركوب حينئذ، فقد روى البخاري وأبو داود والترمذي والحاكم عن جابر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعودني ليس راكبا بغلا، ولا برذونا (والبرذون هو التركي من الخيل )٠

وأخرج البخاري عن عروة ان أسامة بن زيد أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب على حمار ،وأردف أسامة وراءه يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر ٠

والحديث يدل على جواز عيادة المريض من ركوب إن احتاج الزائر إلى ذلك ٠

٣- عدم تناول الزائر طعاما ولا شرابا أثناء عيادته للمريض ٠

روى الديلمي في مسند الفردوس عن أبي أمامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :(إذا عاد أحدكم مريضا فلا يأكل عنده شيئا فإنه حظه من عيادته )، أي إذا أكل الزائر شيئا عند المريض ربما أذهب ذلك الأجر الذي يبتغيه الزائر من زيارته وأحبطها عليه

وفي سند هذا الحيث راو تكلم أهل العلم عليه أي في سنده راو ضعيف٠

لكن يقول لاشين أن هناك من الأحاديث ما تفيد جواز تناول الزائر طعاما أو شرابا عند مزوره المريض، روى أبو داود في سننه والطبراني عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل ،ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :(أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار ،وصلت عليكم الملائكة )٠ وقد صحح المحدثون هذا الحديث ٠

وذكر لاشين أن اهل العلم قد جمعوا بين الأحاديث التي نهت الزائر من الأكل والشرب عند المريض وببن الأحاديث التي أباحت ذلك فقالوا إن أحاديث النهي محمولة على ما إذا تمحض قصد الزائر من زيارته إلى الأكل والشرب فقط ولم يقصد بذلك الثواب المدخر لمن زار مريضا فكانه حول العبادة إلى عادة أما الأحاديث المببحة فمحمولة على ما إذا كان القصد من الأكل جبر خاطر المريض وكان ذلك بإلحاح منه ٠

وقال لاشين أنه يستثنى من هذا الأدب ما إذا كان الزائر أصلا اي أبا وكان المزور فرعا او كان العكس فيجوز لأحدهما زائرا كان أو مزورا أن يأكل عند الآخر، وننبه لاشيمغ إلى عادة قد تكون عقبة في أداء أو تنفيذ سنة النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة المريض، وهي ما اعتاده الزائر من حمل شيء من الفاكهة أثناء زيارته للمريض، فليس لذلك أصل من الشرع بل إن مستند ذلك الوحيد أعراف الناس، فيقول لاشين أن البعض قد قد لا تمكنه الظروف المادية ان يفعل ذلك ويجلس عن الزيارة من أجل ذلك والشرع يبرأ من ذلك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان