هل حديث "صلاة التسابيح" صحيح؟.. أستاذ بالأزهر يرد مبينًا حكمها ومشروعيتها
كتبت – آمال سامي:
"يشكك البعض في حديث صلاة التسابيح فهل هو حديث صحيح ؟" أجاب على هذا السؤال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر فرع أسيوط، مؤكدًا أن حديث صلاة التسابيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال مرزوق، عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، أنه بناء على ذلك فمن أراد أن يصليها فله ذلك ومن أراد أن يتركها فله ذلك لأنها ليست فرضا أو واجبة، ونقل مرزوق ما قاله الشيخ عطية صقر رحمه الله عن صلاة التسابيح إذ أكد في فتوى له أن ﺣﺪﻳﺚ ﺻﻼﺓ اﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ ﺭﻭاﻩ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻓﻰ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻰ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻋﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ، ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺘﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ اﻟﺬﻯ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ " ﺇﻥ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻴﻬﺎ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﺮﺓ ﻓﺎﻓﻌﻞ، ﻓﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻓﻔﻰ ﻛﻞ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﺮﺓ، ﻓﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻔﻰ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻔﻰ ﻋﻤﺮﻙ ﻣﺮﺓ " ﻭﻗﺪ ﺻﺤﺢ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺎﻅ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﻭاﺓ: ﺇﻥ ﺻﺢ اﻟﺨﺒﺮ ﻓﺈﻥ ﻓﻰ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻹﺳﻨﺎﺩ ﺷﻴﺌﺎ.
كما ﺫﻛﺮ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻨﻮﻭﻯ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ " اﻷﺫﻛﺎﺭ اﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺳﻴﺪ اﻷﺑﺮاﺭ" ﺃﻥ اﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻏﻴﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ، ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﺷﻰء. ﻭﺭﺃﻯ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺻﻼﺓ اﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ، ﻭﺫﻛﺮﻭا اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻴﻬﺎ: ﺛﻢ ﺭﻭﻯ اﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻌﺒﺎﺱ اﻟﺬﻯ ﻧﻘﻠﻪ ﺃﺑﻮ ﺭاﻓﻊ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ: ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻰ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ " اﻷﺣﻮﺫﻯ ﻓﻰ ﺷﺮﺡ اﻟﺘﺮﻣﺬﻯ " ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻰ ﺭاﻓﻊ ﻫﺬا ﺿﻌﻴﻒ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﻓﻰ اﻟﺼﺤﺔ ﻭﻻ ﻓﻰ اﻟﺤﺴﻦ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﻟﻴﻨﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺌﻼ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﻪ،
ﻭﻗﻮﻝ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺠﻪ. ﻫﺬا ﻛﻼﻡ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻰ، ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ اﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ اﻟﺠﻮﺯﻯ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﻼﺓ اﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ ﻭﻃﺮﻗﻬﺎ، ﺛﻢ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺿﻌﻔﻬﺎ،
ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻨﻮﻭﻯ: ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ - اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ - ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺻﻼﺓ اﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ، ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺒﻐﻮﻯ ﻭاﻟﺮﻭﻳﺎﻧﻰ اﻟﺬﻯ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺮﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ، ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺎﺩﻫﺎ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻨﻬﺎ، وأكد صقر أن اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﻤﻨﺬﺭﻯ ﺃﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻭاﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ اﺧﺘﻼﻓﺎ ﻛﺜﻴﺮا، وقد ﺟﺎء ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻤﻐﻨﻰ 0 ﻻﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ: ﻣﺎ ﺗﻌﺠﺒﻨﻰ، ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻭﻟﻢ؟
ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻰء ﻳﺼﺢ ﻭﻧﻔﺾ ﻳﺪﻩ ﻛﺎﻟﻤﻨﻜﺮ.
وأكد الشيخ عطية صقر أﻧﻪ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ، ﻭاﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺗﻘﺒﻞ ﻓﻰ ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء. ﻭﻫﻰ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﺼﻠﻮاﺕ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ اﻷﺻﻮﻝ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ، وأضاف صقر ﺃﻥ ﺻﻼة التسابيح ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ، ﻓﻬﻰ ﻛﺼﻼﺓ ﺃﻯ ﺗﻄﻮﻉ ﺯﻳﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺴﺒﻴﺤﺎﺕ، ﻭﺗﺴﺒﻴﺢ اﻟﻠﻪ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﻪ ﺑﻜﺮﺓ ﻭﺃﺻﻴﻼ، ﻭاﻟﺼﻼﺓ ﺧﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻉ،
ﻭﻣﺎ ﺩاﻡ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻗﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
كيفية صلاة التسابيح
صلاة التسابيح هي عبارة عن ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﺗﺼﻠﻰ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ، ﺃﻭ ﺗﺼﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻭاﺣﺪﺓ. ﻳﻘﺮﺃ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺔ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺳﻮﺭﺓ، ﻭﺑﻌﺪ اﻟﺴﻮﺭﺓ ﻭﻗﺒﻞ اﻟﺮﻛﻮﻉ ﻳﺴﺒﺢ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮ ﻣﺮﺓ، ﻭﻓﻰ اﻟﺮﻛﻮﻉ ﻳﺴﺒﺢ ﻋﺸﺮا ﻭﻓﻰ اﻻﻋﺘﺪاﻝ ﻣﻨﻪ ﻳﺴﺒﺢ ﻋﺸﺮا، ﻭﻓﻰ اﻟﺴﺠﻮﺩ اﻷﻭﻝ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺑﻴﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﻴﻦ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﻓﻰ اﻟﺴﺠﻮﺩ اﻟﺜﺎﻧﻰ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﻋﻘﺐ اﻟﺴﺠﻮﺩ اﻟﺜﺎﻧﻰ ﻛﺬﻟﻚ،
ﻓﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﻮاﺣﺪﺓ ﺧﻤﺲ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﺗﺴﺒﻴﺤﻪ، ﻭﻓﻰ اﻟﺮﻛﻌﺎﺕ اﻷﺭﺑﻌﺔ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺗﺴﺒﻴﺤﺔ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﺘﺴﺒﻴﺢ، ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﻬﺎ " ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺇﻻ ﺇﻟﻪ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ".
فضل صلاة التسابيح
ﻓﻀﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻼﺓ ﻛﻤﺎ ﻓﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬﻯ ﺭﻭاﻩ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ، ﻭﻗﻮﻝ اﻟﻨﺒﻰ ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﻓﻴﻪ " ﻳﺎ ﻋﻤﺎﻩ ﺃﻻ ﺃﻋﻄﻴﻚ ﺃﻻ ﺃﻣﻨﺤﻚ ﺃﻻ ﺃﺣﺒﻮﻙ ﺃﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﻟﻚ ﻋﺸﺮ ﺧﺼﺎﻝ ﺇﺫا ﺃﻧﺖ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻏﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﺫﻧﺒﻚ ﺃﻭﻟﻪ ﻭﺁﺧﺮﻩ ﻭﻗﺪﻳﻤﻪ ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﺧﻄﺄﻩ ﻭﻋﻤﺪﻩ ﻭﺻﻐﻴﺮﻩ ﻭﻛﺒﻴﺮﻩ ﻭﺳﺮﻩ ﻭﻋﻼﻧﻴﺘﻪ ﻋﺸﺮ ﺧﺼﺎﻝ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ. . . ".
واﻟﺬﻧﻮﺏ اﻟﺘﻰ ﺗﻜﻔﺮﻫﺎ ﺻﻼﺓ اﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ، حسب فتوى الشيخ عطية صقر، ﻫﻰ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ، ﺃﻣﺎ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻓﻼﺑﺪ ﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﺼﻮﺡ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻰ اﻟﺼﻠﻮاﺕ اﻟﻨﺎﻓﻠﺔ اﻟﺘﻰ ﻳﺠﺎﺯﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮﺓ.
فيديو قد يعجبك: