إعلان

خاص| عضو هيئة كبار العلماء يوضح حكم ارتداء الحجاب إجباراً أو خوفاً من المجتمع

06:12 م الأربعاء 22 يونيو 2022

حكم ارتداء الحجاب إجباراً أو خوفاً من المجتمع

كتبت – آمال سامي:

مع تصاعد الحديث حول فرضية الحجاب وحتمية ارتدائه، والجدل الدائر حول علاقة عدم ارتداء الحجاب بحوادث العنف والتحرش، وتصريحات الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية، الأخيرة بشأن الحجاب من أجل الحفاظ على النفس والحياة وتطبيق الفريضة، هل يقبل الله سبحانه وتعالى الحجاب من فتاة قامت بارتدائه فقط خوفًا من الأهل أو المجتمع؟

"التي ترتدي الحجاب خوفًا من كلام الناس أو من أهلها، هي لم تؤد فريضة الله سبحانه وتعالى ولم تلتزم به وليس الحجاب بالنسبة لها فرض من فرائض الله ولكنه بالنسبة لها عادة من العادات" هكذا أجاب على هذا السؤال لـ "مصراوي" الدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.

وأكد الفقي في حواره مع "مصراوي" أن الحجاب فرض من فرائض الله سبحانه وتعالى على نساء المؤمنين فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"، وقال: "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ"، مشددًا أن لا أحد يقول أن هذا الكلام خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم فالعبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب.

وأضاف الفقي أن الحجاب فريضة من فرائض الله سبحانه وتعالى كالصلاة والصيام والزكاة، وكل عمل فرضه الله سبحانه وتعالى على الإنسان مرتبط بالنية والنية هي الإخلاص، والإخلاص هو سر بين العبد وربه، وشدد على أن قبول أي عمل من الأعمال التي فرضها الله على عباده مقترن بالنية إذا أردنا أن يقبله الله سبحانه وتعالى، لأن كل عمل خلا من نية لا عبرة فيه، فالأعمال بالنيات.

وأوضح الفقي ذلك بمثال على الوضوء، فمن يتوضأ ويدرك أفعال الوضوء لكن لا بقصد الوضوء أو رفع الحدث ولكن يتبرد بالماء من الحر أو يتنظف به من التراب، فلا يستطيع أن يصلي بهذا الوضوء، وكذلك التي ترتدي الحجاب خوفًا من كلام الناس أو من أهلها، فهي لم تؤد فريضة الله سبحانه وتعالى ولم تلتزم به وليس الحجاب بالنسبة لها فرض من فرائض الله ولكنه بالنسبة لها عادة من العادات، كعادة أهلها او البيئة التي هي فيها، وليس هذا مقترن بالعبادة، فلن يقبل منها ذلك بأنه عبادة وأنها ألتزمت بأحكام الله وفرائضه بل هي راعت الناس وخوفًا من كلام الناس وأهلها، فهذا العمل بالنسبة لحكمنا نحن كبشر ليس كعبادة بالنسبة لها.

ولكن نبه الفقي إلى أمر هام وهو إجزاء العمل وقبوله عند الله سبحانه وتعالى، فهناك فارق بين الأمرين، فمن يؤدي الصلاة بشروطها وأركانها ومندوباتها وكل ما فيها، فهذا العمل يجزيء عن العبد، لكن قبوله يتوقف على النية والإخلاص بينه وبين الله سبحانه وتعالى، مؤكدًا أن الفرائض لا تقبل عند الله إلا إذا كان العمل خالصًا لله عز وجل.

ونفى الفقي فكرة الإجبار تمامًا عن الحجاب، قائلًا بأن الإيمان نفسه بالله لا يمكن فيه الإجبار، فيقول تعالى: " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ"، فلا إكراه في الدين نفسه لا في شعائر الله، فمعنى أن يتم فرض الحجاب على الفتاة كأنه إجبار لغير المسلم على الإسلام ولم يقل أحد بذلك، "اللي يصلي يصلي واللي ميصليش ميصليش واللي يصوم يصوم واللي ميصومش ميصومش..مقدرش أكفر أي حد أو ألزم أي حد بالحجاب أو بالصلاة أو بالصوم والحساب عند الله سبحانه وتعالى".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان