هل تجوز صلاة الجمعة بمجرد طلوع الشمس وزوال وقت النهي؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
كتبت - آمال سامي:
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ، سؤالا من أحد متابعيه يقول فيه: "سمعت انه يمكن أن تصلى الجمعة بعد طلوع الشمس وزوال وقت النهي ٠ فهل هذا صحيح ؟؟"
فأجاب لاشين عبر منشور كتبه على صفحته الرسمية على الفيسبوك، موضحا في البداية توجيهات القؤآن من الكريم، والسنة النبوية، في عباداتزيوم الجمعة وصلاتها، ففي القرآن الكريم :( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع )، روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب السنة (أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي ٠٠٠٠٠٠٠)٠
وأكد لاشين أن يوم الجمعة يوم مفضل عند الله على سائر أيام الأسبوع ولذلك كان العيد الأسبوعي لأمة الإسلام فيه بدأ الخلق ،وفيه ينتهي الخلق حيث تقوم الساعة فيه، فروى مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ،فيه خلق آدم عليه السلام ،وفيه أدخل الجنة ،وفيه أخرج منها ، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)٠
وقال لاشين إن في الوقت الذي تؤدى فيه صلاة الجمعة رأيين لأهل العلم على النحو الآتي:
الأول راي جمهور الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب عدا الحنابلة أن وقت صلاة الجمعة هو عينه وقت صلاة الظهر أي عند زوال الشمس عن كبد أي وسط السماء ٠
قال الإمام البخاري : وقت الجمعة إذا زالت الشمس
وقال الشافعي رضي الله عنه : صلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان والأئمة بعدهم كل جمعة بعد الزوال ٠
الأدلة
استدل الجمهور لما ذهبوا إليه بما يلي :
١ روى أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي والبيهقي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة إذا زالت الشمس ٠
روى أحمد ومسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : كنا نصلي الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس ثم نرجع فنتتبع الفيء (أي الظل )٠
فالحديثان يفيدان وقت صلاة الجمعة يبدأ بميل الشمس عن كبد السماء وهو المسمى بالزوال وهو بعينه الوقت الذي تبدأ عنده صلاة الظهر ٠
الرأي الثاني وهو يعد من مفردات الحنابلة ذهبوا إلى أن وقت صلاة الجمعة هو نفسه وقت صلاة العيد ويستمر إلى آخر وقت صلاة الظهر ٠
استدل الحنابلة بما يلي:
روى احمد ومسلم وانسائي عن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس ٠ اي صلوها قبل الزوال
واجاب الجمهور عن حديث جابر هذابأنه محمول على المبالغة في التعجيل بصلاة الجمعة بعد الزوال من غير انتظار للإبراد ٠
استدل الحنابلة كذلك بأثر عبد الله بن سيدان السلمي وهو يفيد وقوع صلاة الجمعة قبل الزوال٠
ورد الجمهور على هذا الأثر بانه ضعيف قال الحافظ بن حجر : تابعي كبير غير معروف بالعدالة ولئن صح فهو معارض بما هو أقوى منه روى ابن أبي شيبة عن سويد بن غفلة انه صلى مع ابي بكر وعمر حين زالت الشمس ٠
وبناء على ما سبق، يقول لاشين، فيكون المفتي به ان وقت صلاة الجمعة هو الوقت الذي يبدأ عنده أداء صلاة الظهر لقوة ادلته٠
فيديو قد يعجبك: