هل تجوز الزيادة على الثلاث في غسل أعضاء الوضوء؟.. أستاذ بالأزهر يجيب

كتبت - آمال سامي:

تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سؤالا من أحد متابعيه يقول فيه: رأيت شخصا يتوضأ بجواري فغسل أعضاء الوضوء أكثر من ثلاث فقلت له لا يجوز؟ فأنكر عليّ ذلك فما الحكم؟؟

أجاب لاشين عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، مؤكدا أن القدر المتفق عليه بين أهل العلم غسل أعضاء الوضوء مرة مرة وهو الذي لا يصح الوضوء إلا به ، وأن ما زاد على المرة من غسل كل عضو مرتين أو ثلاثا ذلك من سنة الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من فعله فقد أثيب عليه ومن لم يفعله واقتصر على المرة الواحدة في غسل أعضاء الوضوء فقد صح بذلك وضوؤه وأجزات بهذا الوضوء صلاته.

أما بخصوص واقعة السؤال، فيقول لاشين أن الجمهور من أهل العلم يرى أن الزيادة على الثلاث غير مشروعة وأنها إسراف مذموم محرم شرعا تدخل تحت قوله تعالى :(ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )، ودل على كون الزيادة عن الثلاث في غسل الأعضاء أمرا لا يجوز الأدلة الآتية :

١ - روى البيهقي في السنن الكبرى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ واحدة واحدة ثم قال : هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به ،ثم دعا بماء فتوضأ مرتين مرتين ثم قال :(هذا وضوء من يعطى الأجر مرتين ) ثم دعا بماء فتوضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال :(هذا وضوئي ووضؤء الأنبياء قبلي فمن زاد على هذا او نقص فقد تعدى وظلم )

فوصف النبي صلى الله عليه وسلم وضوء من زاد على غسل أعضاء الوضوء أكثر من ثلاث بأ ن في ذلك إساءة وتعد لحدود الشرع٠

٢ - مر الرسول صلى الله عليه وسلم على صحابي وهو يتوضأ وهو سعد بن أبي وقاص فقال صلى الله علبه وسلم :(ما هذا السرف ؟)فقال سبدنا سعد : في الوضوء سرف ؟قال الرسول صلى الله عليه وسلم :(نعم وإن كنت على نهر جار )٠

فقد حكم الرسول صلى الله عليه وسلم على ان من يزيد في غسل أعضاء الوضوء على الثلاث پأ نه مسرف والله عز وجل قائل :(إنه لا يحب المسرفين)٠

وبناء على ذلك يقول لاشين للذي غسل أعضائه في الوضوء أكثر من ثلاث بان فعله مخالف للهدي النبوي وأنه ظالم ومتعد ومسرف كما جاءت بذلك الأحاديث.