إعلان

القصة كاملة| جدل فتوى "آمنة النصير" بجواز زواج المسلمة بغير المسلم.. وهذا رأي الأزهر والإفتاء والعلم

05:22 م الأربعاء 18 نوفمبر 2020

الدكتورة آمنة نصير

كتبت – آمال سامي:

أثارت تصريحات الدكتورة آمنة النصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، الجدل بعد إجابتها عن تساؤل حول مشروعية زواج المسلمة بغير المسلم على قناة الحدث اليوم، حيث أوضحت نصير أن غير المسلم هم المسيحي واليهودي وهم أهل كتاب، والقرآن الذي أسماهم أهل الكتاب، فهم لا يعبدون الأصنام ولا ينكرون الله سبحانه وتعالى، لكن لهم ديانة أخرى تختلف عن الإسلام.

وحددت نصير شروط زواج المسلمة من غير المسلم بأنه جائز في حالة إذا طبق غير المسلم الذي يتزوجها ما يطبقه المسلم عندما يتزوج المسلم بالمسيحية واليهودية، ففي تلك الحالة يجوز لها الزواج منه، وهذه الشروط هي: "لا يكرهها على تغيير دينها ولا يمنعها من مسجدها وقرآنها ولا يحرمها من صلاتها"، وردًا على سؤال حول ديانة الأبناء وأي دين سيتبعون، قالت نصير إنهم في هذه الحالة يتبعون الأب، وعللت نصير أسباب تحريم الفقهاء زواج المسلمة بغير المسلم بأنه: "خشية من أن تتسرب البنات المسلمات ويذهبن إلى المسيحي واليهودي وهنا يتناقص أعداد المسلمين".

موقف الأزهر من زواج المسلمة من غير المسلم

أكد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في تصريحات سابقة أمام البرلمان الألماني له أنه لا يجوز زواج المسلمة من غير المسلم مؤكدًا أن الزواج في الإسلام ليس عقدًا مدنيًا بل هو رباط ديني، فالقرآن الكريم استخدم مرتين كلمة "الميثاق الغليظ" في مرة وصفًا لميثاق الله على الأنبياء ببيان الهدي الإلهي للناس، والمرة الثانية في زواج الرجل بالمرأة، فمشروع الزواج في الإسلام مشروع ديني في المقام الأول.

أما زواج المسلم من غير المسلمة فهو أمر آخر، فالمسلم يؤمن بعيسى عليه السلام مثلًا "فلو لم يؤمن بعيسى يكفر بمحمد وكذلك موسى عليه السلام.. فعنده شيء من تقديس دينها ونبيها" كما يأمره دينه بتمكين زوجته من أداء شعائر دينها وعدم منعها من الذهاب للكنيسة، لكن العكس، فالزوج المسيحي لا يعترف بمحمد واليهودي لا يعترف بمحمد، فإذا اعترف بمحمد فلا مشكلة في ذلك، فقد أصبح مسلمًا، "فوضع زوجة بدينها مع تصرفات زوج لا يعترف بهذا الدين فيه تعريض للزوجة ودينها للخطر فلا توجد مساواة"، وأضاف الطيب أن الإسلام أمر اتباعه بوجوب الدفاع عن أماكن العبادة كلها سواء الكنيسة أو المعبد اليهودي، فالإسلام يحترم الأديان السابقة، ولأنه جاء مؤخرًا فهو يعترف بالأديان السابقة له.

دار الإفتاء: حرمة زواج المسلمة من غير مسلم من المعلوم بالدين بالضرورة

أكدت دار الإفتاء المصرية على عدم جواز زواج المسلمة من غير المسلم على الإطلاق، سواء كان من اليهود أو النصارى أو غيرهم، لقوله تعالى: "وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"، وأوضحت أن زواج المسلم من غير المسلمة يختلف؛ لأنه يقر بدينها ويؤمن بجميع الأنبياء والرسل، وكذلك يأمره الدين باحترامهم وتقديسهم.

وفي فتوى سابقة لأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الدكتور عبدالله العجمي، وردًا على سؤال حول حكم زواج المسلمة بغير المسلم، أكد العجمي أن هذا السؤال لا يحتاج إلى فتوى؛ لأن زواج المسلمة بغير المسلم من المعلوم من الدين بالضرورة أنه محرم وغير جائز شرعًا.



أما عن استمرار زواج المسلمة من غير المسلم بعد إشهار إسلامها أو غيره، فهو لا يجوز أيضًا، حيث أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أنه يجب أن يفرق القاضي بين الزوجين بعدما يتأكد من إسلام الزوجة وتبدأ العدة من تاريخ حكم القاضي.

وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية أفتى الشيخ بكري الصدفي بأن زواج المسلمة من غير المسلم يعتبر نكاحًا باطلًا، ويلزم في تلك الحالة التفريق بينهما، ولا يترتب عليه شيء من أحكام النكاح الصحيح.

علي جمعة: الزواج رباط مقدس ومسألة إلهية

في أحد دروسه العلمية سئل الدكتور علي جمعة عن سبب إباحة الشرع زواج المسلم من غير المسلمة بينما يحرم زواج المسلمة من غير المسلم، فأجاب قائلًا أن الزواج "رابطة مقدسة" أي أنها من عند الله سبحانه وتعالى، فالله رسم الخلق وأمرهم ألا يتزوج أحدهم أمه، "طب ليه؟ كده"؟!، وكذلك حرم الشرع ألا يتزوج الرجل ابنته أو أخته أو عمته، وأنه يجوز له أن يتزوج أربعة، وأن يتزوج غير المسلمة في بعض اجتهادات الفقهاء، وألا تتزوج المسلمة غير المسلم، "الإسلام بيقول إن المسلمة متتجوزش من غير المسلم وبس وخلاص؛ لأنه رباط مقدس ومسألة إلهية".



موضوعات متعلقة:
أستاذ بالأزهر: زواج المسلمة بغير المسلم من أشد المحرمات

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان