يريد تطليق زوجته لأنها "بتضحك مع الرجال".. وعطية صقر يوضح حكم الشرع
كتبت – آمال سامي:
في أحد التسجيلات النادرة، تلقى الشيخ عطية صقر رحمه الله، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف وأحد كبار علماء الأزهر، سؤالًا من زوج يقول إن زوجته تحب المزاح الكثير والضحك، ولا تفرق في ذلك بين رجل وامرأة، فإن مسك أحد بيدها أو ثوبها لا ترده ولكنه يعلم أنها لا تفعل ما يلوث العرض، ونصحها كثيرًا وأراد أن يطلقها ولكن أنجبت له خمسة أولاد وثلاث بنات، فماذا يفعل؟
أجاب صقر مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا شكا للرسول صلى الله عليه وسلم أن امرأته لا ترد يد لامس، فقال له طلقها، فقال الرجل إني أخاف أن تتبعها نفسي، فقال استمتع بها، وقال صقر إن النسائي أخرج هذا الحديث من وجه آخر وقال أنه مرسل وليس بثابت، وذكر أن الإمام أحمد قال أنه منكر وقال غيره موضوع أو ضعيف، مؤكدًا أنه على فرض ثبوته اختلف في معناه، وفسره ابن القيم أنها لا تجذب نفسها ممن لاعبها ووضع يده عليها ونحو ذلك، فإن من النساء من تلين عند الحديث واللعب ونحوه، واختار أحمد بن حنبل أن عيب هذه المرأة اقتصادي وليس خلقيًا يتصل بالشرف، ولما علم الرسول أنه يحبها أمر بإمساكها فربما تميل إليها نفسه بالمعصية إن طلقها، وإذا كان عيبها خلقيًا فكيف يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بإمساكها وهو الذي ذم الديوث الذي يقر السوء على أهله.
وقال صقر إن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أولًا بطلاقها ولما وجد تعلقه بها أمره بإمساكها من أجل تربية الأولاد، أو عدم الصبر على الاتصال بها إن طلقها، لكن ذلك كله يتنافى مع الشرف الذي أمر الرسول بحمايته، وقيل إن طبعها هو ذلك ولكن لم يقع منها شيء يورث العرض والرسول لا يقر الفاحشة، وقال صقر أن هذا هو التفسير الأقرب، عائدًا إلى السؤال إذ أكد فيه السائل أن زوجته لا تفعل شيئًا يلوث العرض، فمادام عنده أولاد يخشى عليه طلاقها فليمسكها ويكرر نصحها بالاتزان مع مراقبة سلوكها فهي مسئولة منه، وقال صقر أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فسر بذلك فلا ضرر فيه، فقد قال علي وابن مسعود: إذا جاءكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظنوا به الذي هو أهدى وأتقى.
فيديو قد يعجبك: