إعلان

ما حكم البناء فوق أسطح المساجد ؟

02:00 م السبت 07 مارس 2015

ما حكم البناء فوق أسطح المساجد ؟

أجاب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي"رحمه الله":

نفيد بأن المسجد يجب أن يكون خالصا لله تعالى؛ لقوله عز وجل: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ﴾ فأضافها إليه تعالى مع أن كل شيء له؛ ليدل بذلك على وجوب أن تكون خالصة له، ومن هذا كان المعول عليه في مذهب أبي حنيفة أنه قبل تمام المسجدية لا يصير المبنى مسجدا إلا إذا انقطع تعلق حق كل عبد بما أريد أن يجعل مسجدا، فلو أن شخصا بنى مسجدا وتحته حوانيت ليست للمسجد، أو بنى عليه بيتا لسكناه أو لاستغلاله لنفسه لا يصير هذا البناء مسجدا؛ لعدم انقطاع حق العبد بما أراد أن يجعله مسجدا فله أن يبيعه ويورث عنه، مثال ذلك العمارات السكنية التي تبنى؛ لينتفع بها مالكها ويجعل تحتها مسجدا.

أما إذا جعل السفل سردابا أو بيتا لمصالح المسجد أو بنى فوقه بيتا لمصالح المسجد، فإن هذا المبنى يصير مسجدا ويخرج عن ملكه بعد توافر باقي الشروط التي ذكرها الفقهاء، وهذا التفصيل السابق فيما إذا لم تتم المسجدية، أما إذا تمت المسجدية فلا يجوز البناء على المسجد ولو لمصالحه، فالتفصيل بين البناء لمصالح المسجد وبين البناء لغير مصالحه إنما هو قبل تمام المسجدية.

أما بعد تمامها فلا يجوز البناء مطلقا، حتى صرحوا بأنه لا يوضع الجذع على جدار المسجد وإن كان من أوقافه، هذا وتمام المسجدية على ما قاله ابن عابدين في رد المحتار يكون بالقول على المفتى به، أو بالصلاة فيه على قولهما، ويريد بالمفتى به مذهب الإمام أبي يوسف الذي لا يشترط في تمام المسجدية الصلاة في المسجد بعد الإذن من بانيه، بل يكون مسجدا بمجرد القول بأن يقول: جعلته مسجدا وإن لم يصل فيه.

والمفهوم من كلامهم أنه لا يلزم هذا القول، بل بناؤه على صورة المساجد كافٍ عند أبي يوسف في تمام مسجديته؛ لأن هذا البناء فعل منبئ عرفا بجعله مسجدا، وهذا إذا لم يوجد منه ما ينافي دلالة هذا الفعل على ذلك، هذا بالنسبة لمدى شرعية البناء فوق أسطح المساجد من عدمه، وأما بالنسبة لمدى شرعية مزاولة الأنشطة المختلفة في المنشآت الملحقة بالمساجد، فنرى أنه لا مانع من ذلك شرعا ما دامت لا تتعارض مع آداب المساجد وقدسيتها ولا تؤدي إلى التشويش على المصلين فيها، فإن المساجد بيوت الله في الأرض، تقام فيها الصلوات وتؤدى فيها شعائر الدين قال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾. والله سبحانه وتعالى أعلم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان