ما هي آثار الغلو في المهر؟
تجيب أمانة الفتوى يدار الإفتاء المصرية :
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»، والباءة: تكاليف الزوجة من مأكل وملبس ومسكن … إلخ. إذًا لم يشترط الإسلام في الراغب في الزواج إلا القدرة على تكاليف الأسرة الجديدة حتى تعيش في كرامة وعزة، أي أنه لم يشترط الغنى أو الثراء العريض، وقد أوجب الإسلام المهر لمصلحة المرأة نفسها وصونًا لكرامتها وعزة نفسها، فلا يصح أن يكون عائقًا عن الزواج أو مرهقًا للزوج، وقد قال عليه الصلاة والسلام عن المهر لشخص أراد الزواج: «التمس ولو خاتما من حديد»، فإذا كان خاتم الحديد يصلح مهرًا للزوجة فالمغالاة في المهر ليست من سنة الإسلام؛ لأن المهر الفادح عائق للزواج ومناف للغرض الأصلي من الزواج وهو عفة الفتى والفتاة محافظة على الطهر للفرد والمجتمع.
ويقول عليه الصلاة والسلام: «أقلهن مهرًا أعظمهن بركة»، والإسلام وإن لم يضع حدًّا أعلى للمهر فإن السنة المطهرة دعت إلى تيسير الزواج والحض عليه عند الاستطاعة بكل وسيلة ممكنة، وكان الصدر الأول من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتزوجون ومهر الزوجة أن يعلمها آيات من القرآن الكريم، يقول عليه الصلاة والسلام لرجل أراد الزواج: «تزوجها على ما معك من القرآن»، فتعليم بعض آيات كان هو المهر؛ فمن الواجب عدم المغالاة في المهر، وأن ييسر الأب لبناته الزواج بكل السبل إذا وجد الزوج الصالح؛ حتى نحافظ على شبابنا وفتياتنا من الانحراف، وقد قدم لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النصيحة الشريفة بقوله: «إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، إن هذه النصيحة من جوامع كلمه -صلى الله عليه وسلم-، ومن الواجب أن تكون شعار كل أب في موضوع الزواج، ويجب العمل والتمسك بها للتغلب على هذه المشكلة الاجتماعية وغلاء المهور.
فيديو قد يعجبك: