تعظيم النبيّ من تعظيم شعائر الله.. المفتي السابق يوضح
كتب - إيهاب زكريا:
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق، عضو هيئة كبار العلماء، الله تعالى يقول في تعظيم الشعائر: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ﴾، وإن المؤمن يعظّم من الخلق من عظّم ربنا، فيعظم من عالم الأشخاص [البشر] سيدنا محمد ﷺ الذي هو أعظم البشر كلهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع» [مسلم].
وأضاف جمعة عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": إنه ﷺ أعظم الخلق على الإطلاق، قال السفاريني : «لا شك أنه ﷺ خير الخلائق تفصيلاً وجملا ً. قال ابن عباس : «ما خلق خلقا ولا برأه أحب إليه من محمد ﷺ». وفي أبي نعيم عن عبد الله بن سلام أنه ﷺ قال : «أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر» [غذاء الألباب].
قال البهوتي رحمه الله: «(و) جعل (خير الخلائق أجمعين) لحديث «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» أي ولا فخر أكمل من هذا الفخر أعطيته، أو لا أقول ذلك على وجه الافتخار بل لبيان الواقع أو للتبليغ وحديث «لا تفاضلوا بين الأنبياء» ونحوه، أجيب عنه بأجوبة منها أن المراد ما يؤدي إلى التنقيص ونوع الآدمي أفضل الخلق فهو ﷺ أفضل الخلق» [كشاف القناع].
وقال البوصيري رحمه الله :
فمبلغ العلم فيه أنه بشر .. وأنه خير خلق الله كلهم
وقال أحدهم :
وانعقد الإجماع أن المصطفى .. أفضل خلق الله والخلف انتفى
وكتب فضيلة المفتي السابق: لذا ترى المؤمنين يجلّونه ويحبونه ويقرونه، ويموتون دفاعاً عنه، ويتبعونه لقوله تعالى: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِى أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف :157]، فهم يعلمون أنه ﷺ خليل الرحمن، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: «لو كنت متخذا خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا» [رواه مسلم] .
فهو المصطفى الذي اصطفاه ربه من ولد بني آدم كما أخبر بذلك ﷺ حيث قال : «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». [مسند أحمد، ورواه الترمذي والبيهقي]. وعن عمه العباس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال : «إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم، ثمّ تخيَّر القبائل فجعلني من خير قبيلةٍ، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً» [رواه الترمذي].
فكان تعظيم رسول الله ﷺ هو أعلى مظاهر تعظيم المؤمنين لعالم الأشخاص الذي اختصهم الله بإعلاء القدر وباركهم، ومن بعد رسول الله ﷺ يعظمون باقي أولي العزم من الرسل فهم خمسة بنبينا ﷺ، وهم [سيدنا محمد، وسيدنا نوح، وسيدنا إبراهيم، وسيدنا موسى، وسيدنا عيسى عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام] الذين قال الله فيهم: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف :35]، وعينهم ربنا في قوله تعالى : ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى المُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوَهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾.
فيديو قد يعجبك: