لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما حكم عزاء المسلم في غير المسلمين وزيارة مرضاهم؟

11:51 م الأربعاء 28 فبراير 2018

ما حكم عزاء المسلم في غير المسلم وزيارة المريض الغ

كتب - محمد قادوس:

ورد سؤال الي دار الإفتاء يقول: "يسكن بجانبي جار غير مسلم، وقد اشتهر أبوه بتعصبه الشديد لديانته وعمله على نشرها والتشكيك في الإسلام من خلال المؤسسات الاجتماعية التي كان يُشرِف عليها، وقد توفي هذا الرجل قريبًا، فهل يشرع لي تعزية جاري فيه، وماذا أقول له في تعزيته؟" وبعد العرض على لجنه الفتوي بالدار جاءت الإجابة على النحو التالي..

شرع الإسلام أحكامًا كثيرة تدل على رسالته في التعايش ونبذ التفرق، وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى رقم (189) سنة 2011م بتاريخ 18/ 5/ 2011م تحدثت فيها عن المنهج الإسلامي في التعايش، وبينت صور التشريعات العملية التي تؤصِّل وتعضد مبدأ التعايش مع الآخر، فليس الإسلام بِدِين الانغلاق المفضي إلى الانعزال والتخلف، بل هو نَسَقٌ ربانيٌّ متكامل للبشرية عمومًا على اختلاف الأماكن والألوان والنوع.

ومن صور التشريعات التي تؤكِّد مبدأ التعايش مع الآخر في الإسلام ما شرعه من التعزية في غير المسلم ومواساة أهله وحثهم على الصبر وللفقهاء تفصيل في حكم التعزية من حيث المُعزَّى والمُعزَّى فيه، ففي تعزية غير المسلم بغير المسلم يرى جمهور الفقهاء أنها جائزة، وعلى ذلك الحنفية والشافعية، وهو قول لمالك، وإحدى روايات المذهب الحنبلي ومدرك هذا الرأي أن تعزية غير المسلمين تدخل في عموم البر الوارد في قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾.. [الممتحنة: 8].

كما يصح قياس التعزية على زيارة المرضى؛ فقد: (كان صلى الله عليه وسلم يزور مرضى غير المسلمين كما في حديث أنس -رضي الله عنه قال كان غلام يهودي يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم- يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-، فأسلم).. [رواه البخاري].

والجامعُ بين التعزية والزيارة المواساةُ والتخفيف عنه في المصاب. لكنهم مع الجواز اشترطوا أن يتخيَّر المعزِّي من ألفاظ التعزية لأهل الميت ما يناسب حالهم، كحثهم على الصبر وتذكيرهم بأن هذه سنة الله في خلقه، بأن يقول: عوَّضكم الله خيرًا، أو أخلفكم خيرًا ونحو ذلك.

وقد خصَّ الشافعية الكافرَ بالمحترم ليخرج الحربي والمرتد فلا يُعَزَّيَان في ميتهما إلا أن يُرجى إسلامهما، ويلحق بالحربي والمرتد مَن اشتُهِر بعدائه للإسلام والعمل على تشكيك المسلمين في دينهم من خلال نشر الشبهات والدعوة إلى غير دين الإسلام، فلا يعزَّى في مثل هذا إلا أن يرجى إسلام المعزَّى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان