هل يجوز تقديم الأدوية والأجهزة الطبية لمرضى الكُلى كصدقة جارية؟
كتبت - سماح محمد:
ورد سؤال إلى الدكتور عطا السنباطي - أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر - يقول: "هل يجوز تقديم الأدوية والأجهزة الطبية لمرضى الكُلى كصدقة جارية؟"
فأجاب السنباطى قائلا: إن الإسلام حث على الصدقة، موضحًا أن أفضل أنواع الصدقات هو الصدقة الجارية، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها الأوعية التي يحصل منها المسلم الثواب كثيرة؛ فهناك عمل ثوابه حسنة، فمن هم بحسنة كتبت له حسنة، ومن هم بسيئة ولم يقم بها كتبت له حسنة، ومن عمل حسنة فثوابه عشر حسنات، وهناك عمل يضاعف ثوابه إلى سبعمائة لقول الله عز وجل {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
وتابع أستاذ الفقه المقارن من خلال إجابته على السؤال الوارد إليه من أحد متابعي برنامج "بريد الإسلام" المذاع عبر أثير إذاعة القرآن الكريم أن الصدقة الجارية التي يبقى أثرها ويستمر، مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"؛ فالصدقة الجارية يستمر أجرها للإنسان في حال الحياة وحال الموت أيضًا، موضحًا أن من أمثلة الصدقات الجارية إنشاء البئر الذي يروي الإنسان والنبات، وفي عصرنا نرى الثلاجات التي يشرب منها المارة فى الشوارع والمصلون في المساجد، موضحًا أن "سقيا الماء" من أفضل أنواع الصدقات، كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأخيرا أوضح فضيلته أن الأدوية والأجهزة الطبية التي تستخدم في علاج مرضى الكلى وتعطيهم أملا في الشفاء تعد بإذن الله عز وجل صدقة جارية وتعد من النفقات التي لها ثواب كبير، يقول الله عز وجل: {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
فيديو قد يعجبك: