إعلان

ما حكم الدعاء عند قبر المتوفى سرًا وجهرًا ؟.. "البحوث الإسلامية" تجيب

11:25 م الخميس 13 يونيو 2019

أرشيفية

مصراوي:

ورد سؤال إلى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف يقول: "ما حكم الدعاء عند قبر المتوفى سرًا وجهرًا؟"، وبعد العرض على لجنة الفتوى بالمجمع جاءت الإجابة على النحو التالى..

يسن عند الفراغ من دفن الميت الانتظار والدعاء له، وسؤال الله له بالتثبيت عند السؤال، لحديث عثمان رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل".. رواه أبو داود.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقف على القبر بعدما يسوي عليه، فيقول: اللهم نزل بك صاحبنا، وخلف الدنيا خلف ظهره اللهم ثبت عند المسألة منطقه، ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به".. رواه سعيد في سننه.

قال الإمام الترمذي: الوقوف على القبر، والسؤال للميت في وقت الدفن، مدد للميت بعد الصلاة عليه .

وفي قوله (صلى الله عليه وسلم): "استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل" عموم، فيجوز الدعاء فرادى، كما يجوز أن يدعو أحدهم جهراً، ويؤمّن الناس على دعائه؛ على أصل مشروعية الدعاء وهيئته؛ إذ لا مخصص.

وقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده عن عبد الله بن أبي بكر، قال : كان أنس بن مالك إذا سوي على الميت قبره قام عليه، فقال : اللهم عبدك رد إليك فارأف به وارحمه، اللهم جاف الأرض عن جنبه، وافتح أبواب السماء لروحه، وتقبله منك بقبول حسن، اللهم إن كان محسنا فضاعف له في إحسانه، أو قال : فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه.

ومثل ذلك لا يعلم لفظه إلا لمن سمعه، وسماع الغير له يستلزم الجهر به، وجهر أنس بن مالك به وهو من كبار الصحابة مع عدم الإنكار عليه فيه دلالة على مشروعية الجهر بالدعاء عند القبر، ولا يقبل عقلا أن يرفع الجميع أصواتهم بالدعاء كل بقول مخصوص عن الآخر، وإلا لزم التشويش، ومثله لا يصدر عن آحاد المسلمين فضلا عن كبار الصحابة والتابعين، فلم يبق إلا أنه كان يدعو والحاضرون يؤمنون خلفه.

وأخيراً تقول لجنة الفتوى : عليه فلا ينبغي الإنكار على من جهر بالدعاء والناس خلفه يؤمنون، إذ الأمر فيه متسع، فمن شاء دعا سرا، ومن شاء دعا جهرا، وكله نفع للميت.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان