ما حكم رفع اليدين للدعاء في خطبة الجمعة؟.. مجدي عاشور يجيب
كـتب- عـلي شـبل:
تحت عنوان (دقيقة فقهية) نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، رده على سؤال يقول: ما حكم رفع اليدين للدعاء في خطبة الجمعة؟
أوضح عاشور الرأي الشرعي في بيان فتواه، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، قائلًا:
أولًا: تواترت نصوص السنة النبوية الشريفة على استحباب رفع اليدين أثناء الدعاء مطلقًا، وهو من آداب الدعاء المتفق عليها.
ثانيًا: بالنسبة لرفع اليدين في الدعاء أثناء الخطبة فله حالتان:
الأولى: عند دعاء الاستسقاء وما يدخل في معناه من الأمور المهمة كاشتداد الريح أو الزلازل مثلًا، فالرفع في هذه الحالات مستحب اتفاقًا؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ رجلًا دخل المسجد يوم جمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قائمًا، ثم قال: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يُغِثْنَا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: "اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا".
والثانية: رفعهما في الحالة العادية، يعني في غير ما سبق ذكره، ومنه في دعاء خطبة الجمعة، فهو سُنَّة عند الجمهور في حق المأموم دون الإمام، وهو ظاهر تبويب الإمام البخاري حيث قال: «باب رفع اليدين في الخطبة».
وفي خلاصة فتواه، أكد عاشور أن الأمر في ذلك واسع، وإن كان الراجح هو استحباب رفعهما في أي دعاء مطلقًا، وما ورد من عدم رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه الشريفتين على المنبر إلا في الاستسقاء، فقد وردت أدلة كثيرة تعارضه، فضلًا عن كونه محمولًا على هيئة ورفع خاص، يعني يجوز الرفع العادي المتعارف عليه عند الناس، وهو ما كانت اليدان فيه أمام الوجه أو أسفل منه، أمَّا في الاستسقاء فالوارد فيه أن الرفع يكون لأعلى بحيث تتجاوز أي تعلو اليدين الرأس.
والله أعلم
فيديو قد يعجبك: