هل يجوز للمسلم المشاركة في وضع "مواصفات للبيرة" في محل عمله؟.. عطية لاشين يجيب
كتبت - آمال سامي:
تلقى الدكتور عطية لاشين ، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سؤالاً من إحدى المتابعات تقول فيه: أمرنا رئيسنا بوضع مواصفات البيرة فهل هذا العمل حلال أم حرام ؟ ووضع المواصفات تعني أن يقوم المعمل بعمل اختبارات على البيرة للتأكد من مطابقتها للمواصفات العالمية، ليجيب لاشين عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك موضحا حكم الشرع في ذلك.
استشهد عطية لاشين في إجابته بقوله تعالى في القرآن الكريم :(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )٠
وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) ، مؤكدا أن الله أمرنا في القرآن بالتعاون على البر والتقوى ونهانا عن التعاون على الإثم والعدوان قال عز وجل :(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )، وفي المقابل أمرنا المولى عز وجل بالأكل من الطيبات ونهانا عن الأكل من المحرمات قال الله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )٠
وأكد لاشين على أن التحريم القرآني للخمر ليس قاصرا على مسماها بل هو منصب على معناها أيضا، بمعنى ان كل ما كان شربه يؤثر على العقل فيغيبه ويؤدي به إلى الإسكار كان في حكم الخمر وكان محرما روي عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قوله :(كل مسكر خمر وكل خمر حرام )، فالمسكرات التقليدية المتمثلة في الخمر والنبيذ والحشيشة وما اخترعه الناس في زماننا كالبيرة والأفيون والبانجو ومشتقات كل ذلك ما دام يلعب بالعقل ويسكره فهو خمر بنص الحديث السابق.
وقال لاشين أن النتيجة التي أوصلتنا الفتوى إليها أن العبرة بالتحريم الإسكار، وليس بمسمى هذا الذي يسكر لأن الكل خمر والخمر محرمة، مضيفا أن تحريم الخمر ليس منصبا على شربها فقط بل يمتد ليشمل جميع الأطراف التي لها علاقة بالمنتج الأخير (المسكر)، وقال لاشين أن كتب السنة قد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(لعنت الخمر من عشرة اوجه : بائعها وعاصرها وحاملها والمحمولة إليه ٠٠٠٠٠٠٠)، منبها أنه حتى من جلس مع قوم يشربون المسكر لحقه الإثم وإن لم يكن مشاركا لهم في الشرب قال صلى الله عليه وسلم :(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار فيها الخمر )٠
ونصح لاشين صاحبة السؤال قائلا: "ابلغي مديرك اعتراضك على هذا العمل فإن أعفاك منه فذلك ما كنا نبغ والفضل لله وحده وإن عمل أذنا من طين والأخرى من عجين بل هددك بالفصل التعسفي وقطع مورد رزقك فاعملي والإثم عليه وحده".
فيديو قد يعجبك: