تعرف على حكمة سنة النبي في عدم شرب الماء دفعة واحدة.. أستاذ بالأزهر يوضح
كتبت - آمال سامي:
"رأيت إنسانا رفع إناء الماء إلى فيه وما أنزله حتى فرغ منه فما حكم ذلك ؟" سؤال تلقاه الدكتور عطية لاشين ، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ، من أحد متابعيه، ليجيب عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك موضحا الآداب النبوية في شرب الناء، ذاكرا قوله تعالي في القرآن الكريم :(أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون ) وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يتنفس خارج الإناء ثلاثا )٠
وأوضح لاشين أن من آداب الشرب ما يلي :
١ إذا شرب الإنسان من إناء شرب على دفعتين أو ثلاثا وتنفس كل مرة خارج الإناء ٠ روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا تشربواواحدا كشرب البعير ولكن اشربوا مثني وثلاث ،وسموا إذا أنتم شربتم ،واحمدوا إذا أنتم رفعتم )قال الترمذي : هذا حديث حسن
وروى الشيخان عن أنس بن مالك (أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتنفس خارج الإناء ثلاثا )٠
وأوضح لاشين أن الحكمة من التنفس خارج الإناء أن التنفس فيه مستقذر يستقذره من يشرب من بعده ،وربما كان مؤذيا وضارا ،حيث قد يخرج مع النفس أمراض في المعدة أو في المرئ أو في الفم فتستقر في الإناء ،وربما تحصل له شرقة إذا تنفس داخل الإناء فلهذا كله كان النهي من النبي صلى الله عليه وسلم من أن يتنفس الإنسان في الإناء بل يتنفس خارج الإناء ثلاثا أو مرتين والإناء بعيد عن فيه ٠
وقال لاشين إن النبي صلى عليه وسلم قد علل لهذا الأدب الذي هو التنفس خارج الإناء بأن ذلك أهنأ، وأبرأ وأمرأ أهنأ لأنه يشرب على مهل ،وأبرأ يعني من العطش يعني يروي ،وأسلم من المرض، وأمرأ أي أسهل في النزول إلى الأمعاء ٠
ولذلك نهينا عن عب الماء عبا ،وأمرنا بمصه مصا ٠
٢ من أداب الشرب عند الاجتماع عليه أن يبدا فيه بمن طلبه أولا،فإن تساووا في الطلب ،واتحدوا في طلبه بدئ بالأكبر من جهة اليمين ،فإن لم يكن في جهة اليمين أكبر،بل كان الأكبر من جهة اليسار بدئ به ،وبعد أن يشرب الأكبر أعطى الإناء لمن كان على يمينه ولو كان صغيرا ٠
روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلبن قد شيب بماء ، وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر رضي الله عنه فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال : (الأيمن فالأيمن )٠
وأوضح لاشين أن هذا الحديث يدل على ان الذي بدئ به في الشرب الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه ليس هناك أحد أكبر مقاما منه صلى الله عليه وسلم ،كما انه يبدأ في الشرب في المجلس بالكبير ،وبعد أن يفرغ الكبير تأتي مسألة اليمين فيقدم في الشرب من كان عن يمين من شرب أولا ،وذلك واضح من إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم الإناء للأعرابي وتقدمه في الشرب على أبي بكر لأن الأعرابي كان على اليمين ،وجلوس سيدنا أبي بكر كان على يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأضاف لاشين أنه مما يدل على تقديم الأكبر في الشرب وفي غيره ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما أراد أن يناول السواك أحد الرجلين اللذين وقفا ،قيل له :كبره كبره ، وبعد تقديم الكبير يقدم بعده من كان عن يمينه ، فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء قال الغلام : لا والله لا أ وثر بنصيبي منك أحدا فتله (أي وضعه ) رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده ٠
أما إذا تساوى الجالسون في السن والمنزلة، فيقول لاشين، حينئذ كان التقديم لمن كان على جهة اليمين ،لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان ( الأيمنون الأيمنون ألا تيمنوا قالها ثلاثا)٠
اقرأ أيضا:
سُننٌ منسيّة (19): من آداب الرسول في شُرب اللّبن
تعرف مقدار كمية ماء وضوء الرسول وغسله
فيديو قد يعجبك: