هل ذبح النبي صلى الله عليه وسلم أضحيته في الطرقات؟ أستاذ بالأزهر يجيب موضحًا حكم الشرع
كتبت – آمال سامي:
يعرف كثيرون أن الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، ولكنهم يظنون أنه كي يظهروا هذه الشعيرة عليهم أن يذبحوها في الشوارع والطرقات حتى يرانا الجميع ونحن نطبق سنة الإسلام، فهل هذا صحيح؟
يجيب على هذه الاعتقاد الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، المدرس المساعد بجامعة الأزهر، مؤكدًا أنه اعتقاد خاطيء، إذ لابد أن نعرف أننا حين نطبق الشعائر لابد ألا تؤدي إلى إيزاء الآخرين، ولذا فالذبح في الطريق له حكم آخر مختلف، وأوضح الشرقاوي
أن الله سبحانه وتعالى قال: " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا"، قائلًا أن في الذبح والطرقات فيه إيزاء نفسي شديد جدًا لأن البعض يخاف من لون الدم وقد يعاني من هيستريا حين يراه، كما أن فيه إيزاء حين يرى الإنسان مخلفات الحيوان ودماءه وعظمه ونحو ذلك فهذا إيزاء، الأمر الآخر أنها مراكز تكوين أوبئة وفيروسات وقد تتسبب في إصابتهم بأمراض معدية وغير ذلك.
وقال الشرقاوي أن من أنواع الإيزاء أيضًا أن هذا الدم دم نجس، فهو دم مسفوح، وقال عنه تعالى: " قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا ..." مشيرًا إلى أن العلماء قد اتفقوا على أن الدم المسفوح نجس فإذا أصاب ثياب الإنسان يجب إزالته قبل الدخول في الصلاة، فإن أصابت هذه الدماء شخصًا يسير في الطريق بدون أن يدري وصلى فأصبحت صلاته باطلة ويحمل المضحي هذا الذنب بسبب فعله.
"الذبح في الطريق منهي عنه شرعًا" يقول الشرقاوي مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه أبو برزة رضي الله عنه وطلب منه أن يعلمه شيئًا ينتفع به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعزل الأذى عن طريق المسلمين" أي أن يبعد الأذى عن الطريق، وقال إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فوضعه في الطريق خطيئة يحاسب عليها الإنسان شرعًا ويحاسب عليها الآن قانونًا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المسلم الحق هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، أي سلموا من إيزاءهما، يقول الشرقاوي أن المسلم الحق لابد أن يبتعد عن كل أنواع الإيزاء التي تؤذي المسلمين، وقد نهى المسلم أيضًا عن الوقوع فيما يجعل الناس يلعنونه، فيقول: اتقوا الملاعن الثلاثة: "البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل"، أي التبرز في المياه وفي طريق الناس وفي الظل الذي يستظلون بها، فحين يذبح المسلم في الطرقات يجلب لنفسه اللعن والإيزاء والإبعاد عن رحمة الله سبحانه وتعالى.
ونصح الشرقاوي المسلمين بالتوجه للذبح في الأماكن التي خصصتها الدولة لذلك، أو أن يذبح في بيته أو في مكان مغلق ولا يعرض نفسه لإيذاء الناس في الشوارع والطرقات، فإن لم يكن هناك أي وسيلة أخرى فعليه أن يطهر الطريق والشوارع ويزيل كل الإيزاء الذي فعله فيها ويعقمها جيدًا.
وقال الشرقاوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في قارعة الطرق حتى لا يعطل الناس، فإن كانت الصلاة وهي الركن العملي الأول في الإسلام نهى عنها النبي في الطرقات واعتبر العلماء هذا من المكروهات.
فيديو قد يعجبك: