علي جمعة: هناك علاقة بين الظلم والظلام وهذا ما يفعله الظالم إذا أراد التوبة
كـتب- علي شبل:
أوضح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن هناك علاقة بين الظلم والظلام؛ فالظلام-يقول جمعة- يعمى فيه الإنسان ولا يدرك حقيقة ما حوله، والظلم إذا ما ركبه الإنسان أعماه فلا يدرك حقيقة الكون ولا مراد الله منه ،وقد أمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن نكون في النور وسمى نفسه نورا ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ ثم بعد ذلك جعل الظلم من الظلمات ، وحرم الظلم على نفسه و﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾.
وأشار فضيلة المفتي السابق إلى أن سيدنا رسول الله ﷺ يقول : « الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ينهى ﷺ عن الظلم ويحذر بأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب « اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ » ويحذر أن دعوة المظلوم تستجاب ولو من الكافر ، فما بالك لو كان المظلوم مسلما موحدا طائعًا لربه! فما بالك لو كان وليًا من أوليائه أو صفيًا من أصفيائه!
عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ لَمَّا مَرَّ النَّبِىُّ - ﷺ - بِالْحِجْرِ - والحجر نزل به العذاب على قومٍ ظالمين أشركوا بالله سبحانه وتعالى، وكان النبي ﷺ يكره أن يمر في أرض نزل بها عذاب الله ويحذر - قَالَ « لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ » . ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أَجَازَ الْوَادِىَ. ثم قنّع رأسه وأخفاها بالعباءة التي عليه، وكأنه يخاف ﷺ أن ينزل عليهم شئ من السماء، وهو المعصوم، وهو حبيب رب العالمين، وهو سيد الكائنات أجمعين، وهو الذي خلقه الله عنوانًا لتوحيده وختامًا لرسله يُقنع رأسه خوفًا من ربه ويجد في السير حتى يخرج من تلك الأرض التي نزل بها العذاب على قومٍ قد ظلموا أنفسهم ﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾.
وتابع جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، الظلم شاع فماذا يمكن لهذا الظلم أن يصنع بك يوم القيامة؟
يقول رسول الله ﷺ لأصحابه محذرًا ولمن بعده من أمته مبينًا « هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ ؟». قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. قَالَ « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى مَنْ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَيَامٍ وَصَلاَةٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِىَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا ؛ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ ». أعرفتم عاقبة الظلم في الآخرة! إفلاسًا وطرحًا في النار.
ماذا يفعل الظالم إذا أراد التوبة؟.. يجيب عضو هيئة كبار العلماء، مستشهدا بقول سيدنا رسول الله ﷺ : « مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ مِنْ أَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ ؛ فَلْيَتَحَلَّلْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ حِينَ لاَ يَكُونُ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، وَإِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَجُعَلَتْ عَلَيْهِ».
ويُتوج ذلك كله بحديث أوس بن شراحبيل قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : «مَنْ مَشَى مَعَ ظَالِمٍ لِيُعِينَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الإِسْلامِ». تنبه أيها المسلم وكن خصيم نفسك فإن العاقل خصيم نفسه قبل الفوت وقبل الموت، وعليك أن ترجع سريعًا إلى نصيحة سيدنا رسول الله ﷺ حتى لا تكون على خطرٍ عظيم وأمرٍ جليل يلخصه حديث أوس «فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الإِسْلامِ». فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اقرأ أيضًا:
ما حكم تحديد نوع الجنين في عملية الحقن المجهري؟.. إمام مسجد عمرو بن العاص يجيب
هل يجوز السفر لأداء العمرة بدون محرم ؟.. أمين الفتوى يجوز في هذه الحالة
قبل الكريسماس.. أسامة قابيل: تهنئة غير المسلمين بأعيادهم سنة حسنة
فيديو قد يعجبك: