ليس كل مباحٍ النفس تقبله.. أستاذ بالأزهر يوضح آراء الفقهاء في أكل لحوم الخيل
كتب- محمد قادوس:
تحت عنوان "حكم أكل الخيل أو الفرس وتنبيهات مهمة لكل مسلم"، نشر الدكتور السيد الشرقاوي، الأستاذ بجامعة الأزهر، يوضح حكم أكل الخيل شرعًا، مفندا آراء الفقهاء في تلك المسألة.
وكتب الشرقاوي، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك و منذ أيام سمعنا على وسائل التواصل الاجتماعي من ينادي بأكل لحم الخيول وأنها ليس في أكلها مانع شرعي بل مباحة، وحدثت نقاشات بين مؤيد ومعارض وراضٍ ومستهزئ، فأحببت أن أشارك أحبابي ومتابعيني ببعض الكلمات المهمة في هذا الشأن.
وتابع الشرقاوي موضحا الرأي الشرعي في مسألة تناول لحم الخيل، قائلًا:
أولا: حكم أكل لحم الخيل من الناحية الشرعية جائز شرعاً على مذهب الجمهور _ الشَّافِعيَّةِ، والحَنابِلةِ، وقَولُ أبي يوسُفَ ومحمَّدٍ مِنَ الحَنَفيَّةِ، وبَعضِ المالِكيَّةِ، ومَذهَبُ الظَّاهِريَّةِ، وهو قَولُ طائِفةٍ مِنَ السَّلَفِ_ واستدلوا على هذا بكثير من الأدلة ومنها:
قولُ الله تعالى: قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ [الأنعام]
الآيةِ تنص بما يُفيدُ حِلِّ ما لم يَرِدْ ذِكرُه فيها، ومنها الخَيلُ لأنه لا تحريم إلا بنصٍ.
ومِنَ السُّنَّة
1- عن أسماءَ قالت: ((نحَرْنا فَرَسًا على عَهدِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأكَلْناه ))
2- عن جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ رضي الله عنه: ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى يومَ خَيبَرَ عن لحومِ الحُمُر الأهليَّةِ، وأذِنَ في لحومِ الخَيلِ ).
وهناك بعض الفقهاء كرَّه أكل لحم الخيل. والصحيح ما ذهب إليه الجمهور.
ثانياً: أنه مع القول بالاباحة لا يلزم أكله فهو مباح والمباح غير لازم خاصة لو كان العرف في زماننا او بلادنا هو عدم أكل لحم الخيل لذلك الناس لم يتقبلوا هذا الكلام وسخروا منه لأنه يناقض ويخالف العرف المشهور بينهم الآن ومعلوم أن الشئ قد يكون مباحا ولكن النفس لا تقبله أو العرف لا يقبله فيكون متوقف على حسب حال كل شخص وبلد وحسب عرف كل دولة وقانونها فلابد من الانتباه لهذا الأمر لو كان القانون يجرم أكل لحم الخيل الآن فلابد من العمل به لأنه يجوز لأهل الحل والعقد تقييد المباح لمصلحة راجحة يرونها كغلاء أسعار الخيل او الاحتياج إليها او ندرتها وأكل لحم الخيل من المباحات وليس الفرائض أو المحرمات التي لا يجوز التدخل فيها من أي أحد.
انتبهوا لهذه النقطة يرحمكم الله.
ثالثاً: على الناس أن تفرق بين كون الشئ غير مقبول نفسياً أو النفس لا تقبله وبين كونه مباحاً شرعاً فليس معنى كون نفسك لا تقبله ولا تأكله أنه حرام فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم سئل عن أكل الضب فقال لا آكله ولا أحرمه.... نفهم من هذا أن النفس قد لا تقبل الشئ ولكن هو مباح وحلال ولست مجبرا على العمل به.
رابعاً: كان الأجدر بالناس في مثل هذه الأمور أن يرجعوا للمتخصصين من أهل الشريعة والفقه ليعرفوا الحلال في ذلك من الحرام قبل الاستهزاء والسخرية والتفتيش في النوايا وبواطن الأمور التي لا يعلمها إلا الله تعالى ونذكر دائماً بقول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي_ أي الجهل _ السؤال). فاسأل قبل أن تتكلم أو تسخر حتى لا تكون كلمة تسأل عنها أمام الله جل وعلا.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.
فيديو قد يعجبك: