ما حكم دفن الميت ليلًا.. وهل نهى النبي عنه؟
كتب-محمد قادوس:
قمنا بدفن الميت عقب خروجه من المستشفى ليلاً ولم نستطع الانتظار إلى النهار فهل من إثم بسبب دفنه ليلًا؟.. سؤال ورد سؤال إلى مجمع البحوث الإسلامية، وأجابت عنه لجنة الفتوى بالمجمع قائلة:
ذهب جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية والمذهب عند الحنابلة إلى جواز الدفن ليلاً غير أن الأولى والأفضل هو الدفن نهاراً, لأنه أسهل على متبعي الجنازة ، وأكثر للمصلين عليها، وأمكن لاتباع السنة في دفنه . قال الإمام البخاري في صحيحه: [باب الدفن بالليل ودفن أبي بكر رضي الله عنه ليلاً).
وتابعت لجنة الفتوى، عبر الصفحة الرسمية للمجمع على فيسبوك: ثم روى البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (صلى النبي صلى الله عليه وسلم على رجل بعدما دفن بليلة. قام هو وأصحابه وكان سأل عنه فقال: من هذا؟ فقالوا: فلان دفن البارحة فصلوا عليه). قال الحافظ ابن عبد البر فى الاستذكار: [وفي هذا الحديث إباحة الدفن بالليل وعلى إجازته أكثر العلماء وجماعة الفقهاء لأن الليل ليس فيه وقت تكره فيه الصلاة], وعن ابن عباس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر دفن ليلاً فقال: (متى دفن هذا؟ فقالوا: البارحة. قال: أفلا آذنتموني. قالوا: دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك. فصلى عليه).. رواه البخاري والله أعلم.
لماذا نهى النبي ﷺ عن دفن الموتى ليلا؟
سؤال تلقاه مصراوي وطرحه على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي أوضح بأنه في الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوماً فذكر رجلاً من أصحابه قبض وكفن في غير طائل وقبر ليلاً فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه) رواه مسلم.
وأوضح سلامة أن النهي في الحديث محمول على كراهة التنزيه وليس على سبيل التحريم.
وأضاف الباحث الشرعي، في حديثه لمصراوي، أن السبب في ذلك النهي أنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان آلات الإضاءة بالليل خافتة وليس كما هي الآن مما قد يؤثر على إحسان الكفن للميت وعدد من يحضر لصلاة الجنازة ومن يتبع الجنازة حتى الدفن.
وأكد سلامة أن العلماء قديما وحديثا أجازوا الدفن ليلا، فعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر دفن ليلاً فقال: (متى دفن هذا؟ فقالوا: البارحة. قال : أفلا آذنتموني. قالوا: دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك . فصلى عليه) رواه البخاري.
ما حكم الصلاة على الميت، ودفن الميت قبل المغرب؟
سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية يقول وأجابت عليه لجنة الفتوى بالدار، على النحو التالي:
إن صلاة الجنازة ودفن الميت قبل المغرب جائز شرعًا، وإنما يُكره تعمد تأخير الدفن إلى هذا الوقت، فعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: "ثلاث ساعات كان الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهانا أن نصلي فيهن، أو أن نقبر فيهن موتانا، حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيَّفُ، أي تميل، الشمس للغروب حتى تغرب".. رواه مسلم.
وقال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": [قوله: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا"، قال بعضهم، إن المراد بالقبر صلاة الجنازة، وهذا ضعيف، لأن صلاة الجنازة لَا تُكره في هذا الوقت بالإجماع، فلا يجوز تفسير الحديث بما يخالف الإجماع، بل الصواب أن معناه يعتمد على تأخير الدفن إلى هذا الوقت، كما يُكره تعمد تأخير العصر إلى اصفرار الشمس بلا عذر، وهي صلاة المنافقين، أما إذا وَقَعَ الدفن في هذه الأوقات بلا تعمد، فلا يكره).
ما حكم دفن الميت بين الظهر والعصر، حيث ورد حديث "ثلاث أوقات لا تصلوا فيها ولا تدفنوا فيهن موتاكم؛ منها عند قائم الظهيرة"؟ أجابت عنه لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلة:
دفن الميت بين الظهر والعصر جائز وليس هذا الوقت من الأوقات التي يُنهى فيها عن الصلاة أو الدفن.
وأوضحت لجنة الفتوى أن ما ورد في الحديث الذي رواه أحمد وأصحاب السنن، عن عقبة رضي الله عنه قال: "ثَلاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُـولُ اللهِ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ".
فالمقصود بقائم الظهيرة: تلك المدة اليسيرة التي تسبق وقت الظهر مباشرة.
فيديو قد يعجبك: