اعرف نبيك.. كيف كانت حياة النبي في كنف جده وعمه قبل الرسالة؟
كـتب- علي شبل:
قبل أيام من حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، والتي تأتي في يوم 12 من ربيع الأول من كل عام هجري يبحث كثير من المصريين عن أبرز المعلومات عن خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك حكم الاحتفال بالمولد وحكم التهادي بالحلوى وكذلك حكم صيام ذلك اليوم محبة وتعظيما لتلك الذكرى العطرة، وبهذه المناسبة العظيمة يرصد مصراوي أبرز الفتاوى المتعلقة بهذه المناسبة، وفقا لرأي جهات الفتوى الرئيسة بدار الإفتاء والأزهر الشريف.
وفي تلك الحلقة (6) يرصد مصراوي نبذة من حياة النبي عليه الصلاة والسلام في كنف جده وعمه، سبق أن أوضحها، عبر بوابة الدار الرسمية، الدكتور أحمد الطيب، مفتي الجمهورية الأسبق، وشيخ الأزهر الحالي.
يقول الإمام الطيب إن إرادة الله تعالى شاءت أن يفقد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه وهو جنينٌ في أحشاء أمه آمنة بنت وهب، وأن يفقد أمه وهو ما يزال طفلًا صغيرًا لم يجاوز الخمس سنوات من عمره، وهو في أشد الحاجة إلى رعايتها، وكان من فضل الله على نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وآله وسلم أن غرس الحب لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في قلب كل من يراه.
ولفت إلى أنه منذ وفاة أمه آمنة تكفله جده عبد المطلب الذي كان يحبه حبًّا شديدًا ويحوطه بالعطف والرعاية، وكان يجتهد في ألَّا يشعر حفيده باليتم والحرمان، ولكن شاءت الأقدار أن يفقد سيدنا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم جده كذلك، فقد أصبح شيخًا كبيرًا فلم يعمر كثيرًا ليكمل مسيرته في تربية حفيده والعناية به، فقد توفي عبد المطلب بعد السيدة آمنة بعامين فقط وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يزل طفلًا في الثامنة من عمره، وحزن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حزنًا شديدًا على موت جده الذي عوضه حنان أبيه وأمه جميعًا.
وتابع الدكتور أحمد الطيب أنه بعد وفاة عبد المطلب كفله عمه أبو طالب الذي ضمه على أولاده، ونهض بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وقدمه على أولاده، وخصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله.
واضاف فضيلة المفتي الأسبق أنه قد درج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في بيت أبي طالب، والسن تمضي به قدمًا إلى الوعي العميق بما حوله، وأصر على أن يُشارك عمه هموم العيش، إذ كان أبو طالب على كثرة عياله قليل المال، ولما بلغ سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الثانية عشرة من عمره أراد عمه أن يذهب في رحلة تجارية إلى الشام لعل الله يفتح عليه ببعض المال الذي ييسر عليه حياته، وأصر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على مُصاحبة عمه في هذه الرحلة، وتروي بعض المصادر أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم التقى في هذه الرحلة بـ"بُحَيْرا" الراهب النصراني، فرأى الراهب فيه علامات النبوة التي كان يعرفها من قراءاته في الكتب المقدسة، ونصح عمَّه بالرجوع إلى مكة، وحذره من اليهود على ابن أخيه.
وختم الإمام الطيب أنه عندما عاد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة مع عمه لم يشأ أن يكون عبئًا ثقيلًا على عمه، وأراد أن يكون له عمل يكسب منه قوته، ويعول نفسه، واشتغل برعي الغنم وظل يرعى الغنم حتى أصبح شابًّا فتيًّا، فقام بالتجارة في أموال السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ونجح سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في تجارته، وكان من ثمار ذلك أن أتم الله زواجه صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة خديجة رضي الله عنها.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اقرأ أيضًا:
هل كثرة المصائب وتعسير الرزق وصعوبات الحياة دليل علي عدم رضا الله عنا؟.. عمرو خالد يوضح
عالم أزهري يحذر من حديث منتشر: غير صحيح ومكذوب عن النبي
فيديو قد يعجبك: