لم تكن الكعبة المشرفة وحدها.. "ريام وذو الخلصة وبيت الربّـة" حج إليها العرب قبل الإسلام
كتب - هاني ضوه :
كان للعرب في الجاهلية أصنام يحجون إليها ويعبدونها من دون الله، بل وجعلوا لها بيوتًا ووصفوها بالكعبات، ليضاهوا بها الكعبة المشرفة في مكة.
وذكر المؤرخون وكتب السير أن الكعبة المشرفة في مكة لم تكن الكعبة الوحيدة التي عرفها العرب وحجوا إليها، بل كان هناك ما يزيد على 11 كعبة في الجزيرة العربية وخارجها بل قال بعض المؤرخين إن تلك الكعبات زادت على العشرين كعبة.
وفي هذا التقرير يستعرض مصراوي أشهر تلك الكعبات التي حج إليها العرب قبل الإسلام، وبقيت لبعضها آثار موجودة حتى الآن، وهدم بعضها في فجر الإسلام كما هدمت أصنامها:
كعبة "رئام" أو "ريام"
ذكر مؤرخون أن أشهر كعبة للأصنام في اليمن كانت تسمى بيت "ريام" أو "رئام" التي كانت قبائل حمير في اليمن تعظمها وتحج إليها ويتقربون لها بالذبائح. يقول ابن إسحاق في السيرة "وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يُقال له رئام، كانوا يعظمونه" ويتقربون لله عنده بالذبائح، وكان يُطاف به كذلك، وهو قولٌ أكده ابن هشام في سيرته، ووهب بن منبه في كتابه "التيجان".
كعبة ذو الخلصة
ذو الخلصة هي كعبة كان بها صنم كانت تعبده العرب وتحج إليه في الجاهلية، كما كانت الناس تقصدها لاستطلاع الغيب عن طريق الأزلام، أي ضرب القداح داخل كعبته كما كان يفعل عند الصنم هُبَل في كعبة مكّة.
وهو عبارة عن بيتٌ مربّع على سفوح جبال سراة الحجاز بين مكّة واليمن، كان في الجاهليّة قِبلة لقبائل خثعم وبجيلة ودوس وما جاورها من سكّان منطقة "تبالة" اليمنيّة.
وعند ظهور الإسلام تم هدم صنمها، ولاحقا سُوّيت آثار بنائها بالكامل بالأرض في عهد الملك عبد العزيز في بداية نشأة المملكة السعودية، ولا زالت تلك الصخور على ما هي عليه حتى الآن، تتناثر أشلاءً في مكان لا تتجاوز مساحته 300م تقريباً.
من القبائل التي كانت تحج وتعظم الخلصة قبائل دوس وبجيلة وخثعم وأزد السراة وبنو الحارث بن كعب وجرهم وزبيد والغوث بن مر بن أد وبنو هلال، وكان لهذا المعبد بيت يسمى الكعبة اليمانية، وحرمه محاط بسور حجري دائري كان يستخدم في حراسة المعبد يُنسب تشييده إلى عمرو بن لحي.
بیت الربّـة
وهو الكعبة التي كان يعبد فيها "اللات"، وكان بيتًا مشيدًا في مدينة الطائف يذهب العرب ليحجوا إليه وكانوا يسمونه "بيت الربة"، لأنهم يعتبرون أن كلمة اللات هي مؤنث لكلمة "الله" تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
وكان العرب من ثقيف يجعلون لها كسوة مثل كسوة الكعبة المشرفة وحجة وسدنة فكانت سدانتها لأل أبي العاص بن يسار بن مالك ولبني عتّاب بن مالك، وكلاھما أسرتان ثریتان من ثقیف، وكان لها أیضًا وادٍ یدعى "حَرم الربة"، لا یقطع شجره ولا یصاد حیوانه ومن دخله فهو آمن.
وتقول الروایات إن ثقیف امتنعت عن نُصرة كعبة مكة إبان حملة أبرهة على الكعبة المشرفة، وإنما أرسلت إلى أبرهة من یدله على مكانها، وبعد فتح مكة أرسل الرسول المغیرة بن شعبة وأبي سفیان إليها لهدمها، وبعد ذلك بزمن أقیم في موضعه "بيت الربة" مسجد الطائف.
كعبة "شداد الأيادي"
وهي كعبة كانت تعظمها قبائل "أياد" التي كانت تعيش في تهامة، وبنوها بين البصرة والكوفة بعدما اضطروا للهجرة بعد أن حاربتهم قبائل مضر وربيعهم ففروا إلى العراق، وكانوا يطوفون بتلك الكعبة ويعتبرونها بيت الله، واستمر ذلك إلى أن اعتنقوا المسيحية ثم الإسلام.
كعبة نجران
وهي من أقدم الكعبات التي بناها العرب في شبه الجزيرة العربية وكانوا يحجون إليها طوال أربعين عامًا قبل الإسلام، وقيل إنها كانت مصنوعة من الجلد، شيدوها على قمة جبل "تصلال" الذي يبعد عن نجران إلى الشمال الشرقي بحوالي 35 كم، وشُيدها بني عبد المدان بن الديان الحارثي لتشبه الكعبة المشرفة في مكة.
كعبة زرادشت
بنيت في القرن الخامس أو الرابع قبل الميلاد في بلاد فارس - إيران حاليًا- عند سفح جرف مقدس، ولاتزال آثارها موجودة.
وتقول الروايات عن المجوس الذين كانوا يقدمون على الكعبة المشرفة في مكة قد بنوها على غرار الكعبة المشرفة، ويقال إنها كانت تستخدم كـ مركز شرفي لجنازات الملوك الاخمينيين التي تحيط قبورهم بها.
مصادر:
كتاب "السيرة النبوية" - ابن هشام.
كتاب "التيجان" - وهب ابن منبه
كتاب "الأصنام" – ابن بشر الكلبي.
كتاب "السيرة النبوية" – ابن اسحق.
اقرأ أيصا:
فيديو قد يعجبك: