#آيات_الحج.. الروبي يفسر قوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التقوى}
كتب ـ محمد قادوس:
يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، ويخص آيات الحج بمناسبة موسم بدء الاستعداد لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، ويجيب في تفسيره عن السؤال: لماذا أمر الله بالتزود من التقوى ولماذا أمر الله بالتقوى في ختم الآية في آية الحج كما في قوله {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التقوى}..[البقرة:197].
قال الروبي: أمر الله سبحانه وتعالى بالتقوى؛ لأنها الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه، في دنياه، وأخراه، فزاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار، وهو الموصل لأكمل لذة، وأجل نعيم دائم أبدا، ومن ترك هذا الزاد، فهو المنقطع به الذي هو عرضة لكل شر، وممنوع من الوصول إلى دار المتقين، فهذا مدح للتقوى.
وإذا كان الإنسان يحرص على التزود في الدنيا عند سفره بطعام وشراب ونحوه مما يحتاجه في السفر ونحو ذلك من أمور الدنيا، فإن زاد التقوى خير منه لأن الأول يخلصك من عذاب منقطع وزاد التقوى الذي هو زاد الآخرة يخلصك من عذاب دائم.
فعلى العاقل أن يسعى إلى الباقي دون الزائل!
وأضاف الروبي: الله تعالى ختم هذه الآية بالأمر بالتقوى لأهل العقول الرزينة؛ لأنه تقواه سبحانه وتعالى أعظم ما تأمر به العقول، وتركها دليل على الجهل، وفساد الرأي، ولما كان العقل أشرف ما في الإنسان كان وجوب التقوى على المتصفين به أثبت، وإعراضهم عنها أقبح.
ورحم الله القائل:
ولم أر في عيوب الناس عيبا ... كنقص القادرين على التمام.
والجملة الكريمة ليست تكرارا لسابقتها، لأن الأولى حث على التقوى وهذه حث على الإخلاص فيها.
ويستفاد من الآية الكريمة: المسارعة إلى تحصيل التقوى بتحصيل أسبابها، ومجاهدة النفس في دفع ما يحول بين الإنسان وبين تقوى الله، ويكون ذلك بالصبر والمبادرة بالرجوع إلى الله عند الخطأ.
فيديو قد يعجبك: