الترف في الحج والإقامة في فنادق فاخرة.. هل يتنافى مع مقصد الشريعة؟
كتبت- آمال سامي:
مع تزايد الأنباء عن ارتفاع تكاليف أداء فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، ووصولها في بعض الأحيان إلى ما يتجاوز 250 ألف جنيه، وهو ما قد يتعارض مع مقصد الشرع من أداء الفريضة المبني على المساواة والتجرد من كل مظاهر الترف والبذخ، وهو ما يطرح تساؤلا مهما: "هل الترف في الحج والإقامة في فنادق فاخرة يتنافى مع مقصد الشريعة من أداء الفريضة؟"
أجاب الدكتور مختار مرزوق، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط، لمصراوي، قائلاً إن إقدام القادرين على أن يحجوا بمال وفير مما يسمى حج الترف أو الانفاق بترف في الحج هو أمر لا يمنع الشرع منه وأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لبعض أصحابه إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ولذلك يؤكد مرزوق أنه لا مانع شرعًا من هذا الأمر مضيفًا أن إقدام القادرين ماديًا على الحج بمثل هذه الصورة يجعلهم يتركون أماكن أخرى لمن لا يمتلكون الأموال الكافية فيحجون بما يسمى بحج القرعة أو بالحج السياحي منخفض التكاليف، وهذه ميزة أخرى لهذا الأمر كما يرى مرزوق، مشيرًا إلى أن العبرة في مسائل العبادات بالإخلاص.
ولفت مرزوق النظر إلى أن الذي يحج بمال قليل ويتعب في أداء المناسك له فضل عظيم عند الله عز وجل بقدر المشقة، وهذا الأمر ثابت في صحيح السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال لعائشة رضي الله عنها: أجرك على قدر نصبك، أي مشقتك.
لكن هل يدخل حج المترفين في دائرة الإسراف والتبذير المنهي عنها؟ يقول مرزوق أنه لا يدخل في دائرة الإسراف أو الترف الممنوع، "لأن غاية الأمر أن من عنده مالًا واستطاع أن يريح نفسه من العناء بذلك المال وهو مع ذلك يؤدي باقي أركان الحج"، وأوضح مرزوق أن مسألة الإسراف والتبذير تتعلق أولا بإنفاق المال في معصية الله عز وجل أو بإنفاقه فيما لا يستفيد منه الناس وهو ما ليس موجودا فيما يتعلق بحج الأغنياء.
وبخلاف رأي مرزوق، يرى علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الترف في الحج بالرغم من جوازه إلا أنه يشترط ألا يحمل الإنسان فوق طاقته المادية كي يحج بشكل مريح وفيه ترف، وذلك في إحدى حلقات برنامجه "والله أعلم" المذاع على قناة سي بي سي الفضائية منذ عدة سنوات.
وفي لقاء آخر في نفس البرنامج العام الماضي، عد جمعة الترف من الأخطاء التي يقع فيها الحجيج ويجب عليهم أن يحذروا منها، مثل أن يحضروا طعامًا فاخرًا وكثيرًا، وقال أن الحج ليس رحلة سياحية أو ترفيهية ولكنها رحلة توبة وضراعة ودعاء.
فيديو قد يعجبك: