بالصور| أجمل مساجد مصر.. أحدها شارك الصحابة في بنائه وآخر أمر "عُمر" بهدم منبره (2)
كتبت – آمال سامي:
تبلغ عدد مساجد مصر تقريبًا حوالي 140 ألف مسجدًا بنيت على مدار التاريخ الطويل منذ فتح مصر على يد عمرو بن العاص، ويتراوح هذا العدد ما بين المساجد الكبيرة والجامعة والزوايا المتفرقة في شتى أنحاء الجمهورية، وكذلك تختلف بين المساجد التاريخية الأثرية والمساجد الحديثة، وفي التقرير التالي يستعرض مصراوي عددا من أجمل المساجد في مصر وأبرز المعلومات عنها..
جامع عمرو بن العاص
تاج الجوامع أو الجامع العتيق كما يشتهر، وهو يعتبر أقدم وأول جامع في مصر وأفريقيا عند بعض المؤرخين بينما يرى البعض أن أولها جامع سادات قريش، وقد أنشأ جامع عمرو الصحابي الجليل عمرو بن العاصم عام 21 هـ/ 641م بأمر من خليفة المسلمين عمر بن الخطاب بعد فتح مصر ومع تأسيس عاصمتها الفسطاط، وقد اتسعت مساحة الجامع عبر الزمن حتى بلغ مساحته الحالية في العصر الأموي كما تقول سعاد ماهر في كتابها "مساجد مصر وأولياؤها الصالحين".
وروى الكندي أنه قيل أن ثمانون رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شاركوا في بناء المسجد، ومنهم الزبير بن العوام والمقداد وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء وفضالة بن عبيد وعقبة بن عامر رضي الله عنهم جميعًا، وعن عبد الله بن أبي جعفر أن عبادة بن الصامت ورافع بن مالك هما من أقاما المحراب، وقيل ربيعة بن شرحبيل بن سحنة وعمرو بن علقمة القرشي هما من أقاما القبلة.
وكان عمرو بن العاص حين بنى المسجد بنى له فيه منبرًا، لكن عمربن الخطاب كتب إليه يأمره بكسره قائلًا: "أما يكفيك أن تقوم قائمًا والمسلمون جلوس تحت عقبيك؟ فكسره، ويقال أنه أعاده بعد وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
لم يكن جامع عمرو بن العاص مقتصرًا فقط لأداء الفرائض الدينية، بل أنه استخدم في البداية كمقر لاجتماع المسلمين وقوات عمرو بن العاص حسبما ذكر موقع وزارة السياحة والآثار المصرية، وتروي سعاد ماهر في كتابها السابق أنه أيضًا كان بمثابة جامعة تعقد فيه حلقات العلم والدرس على كبار الفقهاء والعلماء، فكان سابقًا للجامع الأزهر في ذلك، لكن الفارق بينهما أن دروس جامع عمرو كانت تعطى تطوعًا بينما كانت في الأزهر بتكليف من الدولة، وكانت تعقد دروس العلم في عمرو بن العاص في الزوايا فعرفت بذلك، بينما في الأزهر في الأروقة فعرفت باسم حلقات العلم، وقد روى المقريزي أهم زوايا الدرس بعمرو بن العاص في عهده منها زاوية الإمام الشافعي رضي الله عنه وقيل أنه درس بها، ومنها الزاوية المجدية والصاحبية التي رتبها الصاحب تاج الدين بن حنا وجعل لها مدرسين.
أما من ناحية وجود مقبرة عمرو بن العاص في جامع عمرو فأمر مختلف فيه، إذ قيل أيضًا أنه دفن في داره في مصر، ويرجح المؤرخ حسن عبد الوهاب أنه لم يدفن بالجامع.
ويقع مسجد عمرو بن العاص بمديان الجامع بقسم مصر القديمة بمحافظة القاهرة.
جامع أحمد بن طولون
أقامه أحمد بن طولون عقب إنشاءه مدينة القطائع في عام 265 هـ، وهو من أكبر مساجد العالم الإسلامي، وثاني أكبر جامع باق في مصر، وهو الأثر الوحيد الباقي من مدينة القطائع التي كانت عاصمة الدولة الطولونية في مصر، وتبلغ مساحته مع المساحة المحيطة به حوالي 6.5 فدان، وقيل أن سبب بناء ابن طولون للجامع أنه كان يصلي الجمعة في المسجد القديم الملاصق للشرطة، فلما ضاق عليه بنى الجامع الجديد بما وجد من مال فوق الجبل المعروف بتنور فرعون حسبما تروي سعاد ماهر في كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحين".
ويتكون المسجد من صحن مربع فى الوسط وهو فناء مكشوف مساحته حوالي 92 مترا مربعا وتحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة، ومن الخارج تحيط به زيادات من ثلاث جهات ماعدا حائط القبلة، وحسب هيئة الإستعلامات المصرية، فواجهة المسجد الخارجية مأخوذة من تصميم واجهة مسجد عمرو بن العاص، وقيل أنه بني على هيئة مساجد سامراء، وقال عنه أحمد بن طولون: "أريد أن ابني بناء إن احترقت مصر بقى، وإن غرقت بقى" فقيل له أن يبني بالجير والرماد والآجر الأحمر، فبناه على ذلك.
يقع مسجد أحمد بن طولون في محافظة القاهرة قسم السيدة زينب، في ميدان أحمد بن طولون.
اقرأ أيضًا:
بالصور| أجمل مساجد مصر.. أحدها دُفن فيه شاه إيران والآخر على اسم نبي يهودي (1)
فيديو قد يعجبك: