بالصور| أجمل مساجد مصر.. أحدها دُفن فيه شاه إيران والآخر على اسم نبي يهودي (1)
كتبت – آمال سامي:
تبلغ عدد مساجد مصر تقريبًا حوالي 140 ألف مسجدًا بنيت على مدار التاريخ الطويل منذ فتح مصر على يد عمرو بن العاص، ويتراوح هذا العدد ما بين المساجد الكبيرة والجامعة والزوايا المتفرقة في شتى أنحاء الجمهورية، وكذلك تختلف بين المساجد التاريخية الأثرية والمساجد الحديثة، وفي التقرير التالي يستعرض مصراوي عددا من أجمل المساجد في مصر وأبرز المعلومات عنها..
الحاكم بأمر الله
حسب وزارة الآثار والسياحة المصرية، يعتبر جامع الحاكم بأمر الله رابع أقدم مساجد مصر الجامعة، وثاني أكبر جوامع القاهرة اتساعًا بعد أحمد بن طولون، وكانت بداية إنشاء مسجد الحاكم بأمر من الخليفة العزيز بالله الفاطمي عام 380هـ/ 990م وتوفي قبل أن يتم بناءه، ليكمله ابنه الحاكم بأمر الله عام403هـ / 1013م ويظل يحمل اسم الأخير.
ويبرر الدكتور محمود أحمد درويش بناء المسجد في عهد الفاطميين في كتابه "التراث المعماري الفاطمي والأيوبي في مصر"، إلى أن الخليفة العزيز بالله أمر ببناءه خارج أسوار القاهرة لعدم استطاعة الجامع الأزهر استيعاب الكم الهائل من المصلين، كذلك عدم قدرته على إقامة مراسم الخلفاء، وأصبح الجامع الجامعة الرابعة في مصر بعد قرار الحاكم بأمر الله بالتدريس فيه والسماح للعلماء بالالتحاق به، فكان يأتي عقب عمرو بن العاص واحمد بن طولون والأزهر.
يقع الجامع حاليًا في شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية بجوار باب الفتوح، وكان المسجد قديمًا يقع خارج أسوار القاهرة القديمة، ولكنه أصبح داخلها بعد توسعتها على يد بدر الجمالي عام 1087م وهي آخر توسعة شهدتها مدينة القاهرة القديمة وهي السور القائم حتى الآن.
المسجد مستطيل الشكل في وسطه صحن مكشوف وله أربعة أروقة تحيط الصحن، وفي واجهته مئذنتين، وشهد المسجد أحداثًا تاريخية كبيرة إذ اتخذته الحملة الفرنسية مقرًا لجنودها، واستخدم رواق قبلته كأول متحف إسلامي بالقاهرة وسمي دار الآثار العربية، وفيما بعد نقلت التحف الموجودة فيه إلى متحف الفن الإسلامي الموجود بباب الخلق.
جامع الرفاعي
ينسب جامع الرفاعي إلى الشيخ علي المعروف بأبو شباك حفيد الإمام أحمد الرفاعي، ثم نسب بعد ذلك إلى الإمام الرفاعي نفسه صاحب الطريقة الرفاعية وهي إحدى الطرق الصوفية، ورغم أن الجامع لا يحتوي على ضريح الشيخ، إلا أن اتباعه يحتفلون بمولده فيه سنويًا، وحسب وزارة الآثار والسياحة المصرية، فالمسجد تم إنشاؤه في القرن التاسع عشر الميلادي ليكون موائمًا لمسجد السلطان الحسن المملوكي المجاور له، وقامت والدة الخديوي اسماعيل "خوشيار هانم" بشراء أرض المسجد والأراضي المحيطة به حتى أمرت ببناءه عام 1869م لتلحق به مدافع الأسرة العلوية، ولم يكتمل بناؤه حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1912م.
يعتبر مسجد الرفاعي أول المساجد التي استخدمت مادة الأسمنت في بنائها في تاريخ العمارة الإسلامية في مصر، فيعتبر من مساجد العصر الحديث، وينقسم المسجد لقسمين، جزء منه للصلاة، والجزء الآخر لمقابر العائلة الملكية، وقد دفن فيه الخديوي اسماعيل ووالدته والملك فؤاد الأول والملك فاروق الأول في أضرحة منفصلة، وأيضًا تم دفن الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، آخر شاه لإيران، والمتوفي عام 1980م فيه.
مسجد النبي دانيال
على الرغم من أن الجامع ينسب في الأساس إلى أحد شيوخ المذهب الشافعي من العارفين، وهو الشيخ محمد دانيال الموسلي، إلا أنه أيضًا نسب إلى النبي دانيال اليهودي، ليس فقط من أجل تشابه الأسماء كما يقول البعض، إذ أن بعض الروايات تقول أيضًا أن هذا المكان ان فيه ضريح نبي الله دانيال، إذ عندما فتح الضريح وجد فيه هيكل لرجل ليس من أهل العصر، وعليه أكفان مرصعة بالذهب، فبلغ عمر بن الخطاب بذلك، فسأل علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما عنه فقال: هذا نبي الله دانيال، فأمر عمر بتحصين قبره حتى لا يمسه اللصوص.
وسواء كان الضريح للنبي دانيال أو للعارف الشاذلي، ففي كل الأحوال يتضمن التاريخ صلة بين الطرفين، إذ كان العارفين يروون كراماتهم التي تضمنت في أحيان قصص مع النبي دانيال، فيروي في طبقات الشاذلية الكبرى أن الشيخ مكين الدين، من أرباب البصائر، كان يقول: دخلت مسجد النبي دانيال بالإسكندرية بالديماس، فوجدت النبي المدفون هناك قائمًا يصلي، وعليه عباءة مخططة، فقال لي: تقدم فصل، فإنكم من أمة نبي لا ينبغي التقدم عليه، فقلت له: بحق هذا النبي إلا ما تقدمت أنت، فصليت، فقال: فأنا أقول بحق هذا النبي إلا وقد وضع فمه على فمي إجلالا للفظ النبي كي لا تبرز في الهواء، قال: فتقدمت فصليت.
بني هذا المسجد عام 1790م بالإسكندرية في الشارع المعروف باسم شارع النبي دانيال، ويعد من أقدم مساجد مصر، وزينت جدرانه بالزخارف الإسلامية القديمة، وهو كمثليه السابقين، مستطيل الشكل، له صحن مكشوف، وله قسمين لصلاة الرجال وصلاة النساء.
فيديو قد يعجبك: