القارئة "أم محمد".. كرّمها محمد علي وأرسلها لاسطنبول لتلاوة القرآن في حرملك السلطنة
كتب – هاني ضوه :
تاريخ مصر مليء بالشخصيات الفريدة التي كان لها تأثير كبير في عصرها، خاصة إذا كانت تلك الشخصية هي امرأة قد ذاع صيتها في وقت لم يكن لأغلب النساء صوت، خاصة أن أغلب الناس في ذلك الوقت كان يعتبر جهلًا أن صوت المرأة عورة.
وفي التقرير التالي يرصد مصراوي إحدى هذه الشخصيات، وهي قارئة القرآن الشيخة "أم محمد" التي تعد أول من فتح الباب لظهور قارئات القرآن في مصر إلى دائرة الشهرة بعد أن كان ظهورهن يقتصر على القراءة في الجزء الخاص بالنساء في العزاء خاصة في القرى.
حصلت الشيخة "أم محمد" التي عاشت في عهد محمد علي باشا على شهرة واسعة وإعجاب كبير من قِبل كبار الشخصيات حتى إن شهرتها وصلت إلى محمد علي نفسه، الذي أعجب بتلاوتها وجعها قارئة معتمدة في المناسبات الرسمية في قصور مسئولي الدولة وقادة الجيش خاصة في شهر رمضان المبارك لكثرة الليالي التي تعقد فيه لقراءة القرآن والمديح والذكر.
وفي كتابه "ألحان السماء" يستعرض الكاتب الراحل الكبير محمود السعدني سيرة الشيخة "أم أحمد" فيقول عنها: " كانت "أم محمد" فى عهد محمد على هى من افتتحت الدخول النسائى لهذا العالم، ولم تكن قارئة فحسب، بل كان من المعروف عنها إحياؤها لليالى رمضان فى قصر الوالى، إلى جانب تلاوتها للقرآن فى منازل كبار رجال الدولة، والأمراء وإحياء المآتم، بل وكانت أيضًا هى المقرئة المفضلة لمحمد على الذى أغرقها بالهدايا وأرسلها فى رحلات لأسطنبول لإحياء الليالى الرمضانية".
وذكر أن محمد علي باشا قد كرم الشيخة أم محمد، وأغدق عليها من الهدايا الكثير، بل وأمر بسفرها إلى إسطنبول، عاصمة الخلافة العثمانية في ذلك الوقت، لتقرأ القرآن في حرملك السلطنة العثمانية.
وعندما توفيت الشيخة "أم أحمد" أمر محمد علي باشا بأن تقام لها جنازة رسمية وشعبية كبيرة، ودفنت في مقبرة تم تخصيصها لها في مقابر الإمام الشافعي، وهي المقابر التي كانت تخصص لعلية القوم في ذلك الوقت.
فيديو قد يعجبك: