من هو الصحابي الذي رهن قوسه عند كسرى ليفدي قومه؟
بقلم – هاني ضوَّه :
كان من أشهر الشخصيات في الجاهلية التي يتم اللجوء أليهم لفض المنازعات، وكان يضرب به المثل في الفداء، وأدرك الإسلام وأسلم وبعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صدقات بني تميم ليجمعها.
وله قصة عجيبة في الوفاء حيث رهن قوسه لدى كسرى ليفدي قومه من قبيلة الذين أصابهم القحط لمدة سبع سنوات حتى أشرفوا على الهلام، فلما رأى ذلك جمع قومه وقال لهم: "إني قد أزعمت أن آتي كسرى فأطلب منه أن يأذن لقومنا بسكنى بعض قرى العراق.
إنه الصحابي حاجب بن زرارة .. الذي لما مثل أمام كسرى شكا إليه الجهد في أنفسهم وأموالهم وطلب أن يأذن لهم أن يسكنوا أحد بلاده، فقال لهم كسرى: "إن أذنت لكم أفسدتم البلاد.
فقال له حاجب: إني ضامن لك ألا يفعلوا. قال كسرى: ومن لي بأن تفي بما تقول؟ قال حاجب بن زرارة: أرهنك قوسي بالوفاء بما ضمنت لك.
وبالفعل تم الأمر، ولما جاء حاجب بقوسه ضحك القوم وقالوا: بهذه العصا يفي الأعرابي للملك؟ فأجابهم كسرى: نعم.
ومكث بنو زرارة في تلك القرى مدة ثم مات حاجب بن زرارة وزال القحط وخرج أصحاب حاجب إلى ديارهم، وارتحل عطارد بن حاجب إلى كسرى ليطلب قوس أبيه. فلما دخل على كسرى قال له : ما انت بالذي وضعتها عندي. قال عطارد بن حاجب: أجل أيها الملك ما أنا بالذي وضعتها. قال كسرى فما فعل الذي وضعها؟ قال: هلك، وهو والدي وقد وفى لك أيها الملك بما ضمنه لك عن قومه. فقال كسرى: ردو عليه قوسه .. وكساه.
موضوعات متعلقة:
فيديو قد يعجبك: