مواقف نبوية: هكذا كفّر صحابيّ وقع في مصيبة مُهلكة عن ذنبه
كتبت - سماح محمد:
نشر الدكتور على جمعة - مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف - عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك" موقفاً نبوياً تتجلى فيه سماحة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وحلمه على المذنب حال تقديم المشورة له.
وكتب جمعة: عن أبي هريرة رضي الله عنه فيما أخرجه البخاري ومسلم أن قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت قال «مالك؟» قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هل تجد رقبة تعتقها؟» قال: لا، قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا، فقال: «هل تجد إطعام ستين مسكينا؟» قال: لا. قال: «فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيها تمر والعرق المكئل- قال: «أين السائل؟» فقال: أنا.. قال: «خذ هذا فتصدق به» فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها يريد الحرتين أهل بيت أفقر من أهل بيتي. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال: «أطعمه أهلك».
وأوضح المفتى السابق أن هذا الصحابي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يرتجف ويشعر بمصيبة مهلكة وقع فيها لا خلاص له منها. فأخذ النبي يساعده على تهدئة نفسه وإيجاد المخرج والخلاص لها فعدد عليه النبي صلى الله عليه وسلم مسالك التكفير عن هذا الذنب واحدة تلو الأخرى فلم يستطع إتيان أحدها حتى وصل به الحال أن أخذ كفارة ذنبه ليطعمها هو وعياله الفقراء مما يوضح بجلاء أن العقوبة أو الكفارة مقصورة لتصفية نفس المذنب ومساعدته على العفو عن نفسه وكذلك شرعت لأجل الندم والرجوع عن الخطيئة وقد تحقق هذان الأمران في نفس الصحابي فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه العرق وصرفه.
وأوضح جمعة ملاحظته حول هذا الموقف النبوى الشريف قائلاً: يلاحظ أن مسالك التكفير عن الذنب تظهر في شكل أعمال تكافلية يعود نفعها على المجتمع كله وأن النبي صلى الله عليه وسلم ببساطته وسماحته سهل على المؤمن سبيل السكينة والعفو عن ذاته كي يقبل على عمله وإعماره الحياة بقلب منشرح غير قلق ولا متوتر.
فيديو قد يعجبك: