لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السيدة سكينة .. ابنة الإمام الحسين وحبيبته

02:50 م الأربعاء 30 يناير 2019

السيدة سكينة .. ابنة الإمام الحسين وحبيبته

كتب – هاني ضوه :

مما من الله به على مصر أن لجأ إليها سادتنا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد معركة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين وجل أسرته رضى الله عنهم وأرضاهم جميعًا، عدا الإمام علي زين العابدين رضي الله عنهم أجمعين.

واليوم نتوقف مع سيرة عطرة لإحدى بنات الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والتي تشرفت مصر بقدومها، وتحل ذكرى الاحتفال بمولدها المبارك اليوم، وهي السيدة "سكينة" رضي الله عنها بنت سيدنا الإمام الحسين بن علي، حفيدة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء رضوان الله عليهم جميعاً.

عاصرت السيدة سكينة رضي الله عنها معركة كربلاء وروت الكثير من أحداثها، وقد سبيت بعدها ضمن من سبي من نساء آل البيت الأطهار وأخذت إلى عبيدالله بن زياد في الكوفة، ومن بعدها إلى يزيد بن معاوية في الشام وذلك بعد أن قتلا الإمام الحسين وأهل بيته في معركة كربلاء.

وكان الإمام الحسين يحبها بشدة هي وأمها حتى قال في ذلك شعرًا: فروي عنه أنه قال فيهما:

لعمرك إنني لأحب دارًا ** تكون بها سكينة والرباب

أُحبهما وأنفق جُلَّ مالي ** وليس لعاتِبٍ عندي عتاب

وعن سبب دخول السيدة سكينة بنت الإمام الحسين إلى مصر يذكر سيدي الإمام الرائد محمد زكي الدين إبراهيم في كتابه "مراقد أهل البيت في القاهرة" أنها جاءت إلى مصر وخطبها الأصْبَغ بن عبدالعزيز بن مروان أمير مصر، كما ذكره (ابن خَلِّكَانَ)، وكانت قد عادت من الحجاز الذي ذهبت إليه بعدما أدخلت مصر مع عمتها السيدة زينب، وكان من سياسة الأمويين بعد مقتل الحسين محاولة التخفيف من وقع الحادث عند الناس، بالتقرب إلى أهل البيت بالزواج منهم، وإسناد بعض الإمارات والمناصب إلى من يأمنونه من أهل البيت.

وبينما سكينة في طريقها إلى مصر، إذ بلغها شناعة بغي الأصبغ وجوره وفجوره، فأقسمت ألَّا تكون له زوجة أبدًا، واستجاب الله لها، فما إن وصلت مصر حتى كان مات الأصبغ قبل أن يراها، وكانت قبل ذلك قد تزوجت بابن عمها عبدالله بن الحسن بن عليٍّ رضى الله عنه.

وهكذا انتقلت من "منية الأصبغ" إلى دارها التي بقيت بها إلى أن ماتت، وفي الثلث الأخير من حياتها كان أكثر اهتمامها تعليم المسلمين، حيث شربت من بيت النبوة أفضل الأخلاق فوُصِفَتْ بالكرم والجود، وأحبت سماع الشعر فكان لها فى ميادين العلم والفقه والمعرفة والأدب شأن كبير.

ثم أصبحت هذه الدار لها مشهدًا ومسجدًا إلى اليوم، وأشار علي باشا مبارك في خططه إلى مقامها فقال: "إنه أقيم في مصر بحي الخليفة عن شمال الزاهد إلى القرافة الصغرى، وكانت في بدايته زاوية صغيرة، ثم ألحق بالضريح مسجد أقامه الأمير عبدالرحمن كتخدا سنة 1173هـ (1760م)، وعمل على الضريح مقصورة من النحاس سنة 1266هـ، ثم أمر الخديو عباس حلمي الثاني بتجديده سنة 1322هـ، وأصبح له ثلاثة أبواب غير الميضأة، اثنان على الشارع والثالث الباب الذي في الجهة القبلية ويفتح على درب الأكراد، هذا المسجد يشتمل على 6 أعمدة من الرخام ومنبر من الخشب النقي، والضريح مجلل بالبهاء والنور عليه تابوت من الخشب من داخل مقصورة كبيرة من النحاس الأصفر متقن الصنع من إنشاء المرحوم عباس باشا، ثم جددته وزارة الأوقاف المصرية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان