صحابي جليل أقيم عليه حد الخمر وقال عنه النبي: يحب الله ورسوله.. من هو؟
كتبت – آمال سامي:
"لا تَلْعَنُوه، فوالله ما عَلِمْتُ إلَّا أنه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه"، كانت هذه كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم مدافعًا عن صحابي كان قد أدمن شرب الخمر، وهو "النعيمان بن عمرو" رضي الله عنه، وهو صحابي جليل يقول عنه ابن سعد في الطبقات أنه قد شهد بدر وأحد والخندق وكل المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد وردت قصته مع الخمر في صحيح البخاري: فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أن رجلاً على عهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يُلَقَّبُ حِمَاراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم قدْ جلدَه في الشَّراب (الخمر)، فأُتيَ به يوماً فأمَرَ بِهِ فجُلِدَ، فقال رجلٌ مِن القوم: اللَّهُمَّ العَنْه، ما أكثر ما يُؤتَى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَلْعَنُوه، فوالله ما عَلِمْتُ إلَّا أنه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه) روه البخاري، وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم لمن لعَنَه: (لا تلعنْه فإنه يحبُّ اللهَ ورسولَه).
هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيمًا بقومه، وكان ينصح الأمة بذلك، فلم يعير أحدًا بمعصيته، ولم يسمح لأحد بذلك أيضًا، فاللعن هو طرد من رحمة الله، وقد أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوصم به مسلم ارتكب معصية، حتى وإن كررها، ويعلق ابن حجر على هذا الحديث قائلا أنه على الرغم من ثبوت لعن النبي صلى الله عليه وسلم الخمر وشاربها وساقيها إل اأنه نهى في الحديث الصحيح أيضًا عن لعن المعين، أي تخصيص شخص بعينه باللعن، لأنه من المحتمل أن يتوب أو أن تكون له حسنات ماحية أو مصائب مكفرة أو شفاعة مقبولة.
ورجح ابن حجر أن يكون الصحابي المقصود بالحديث هو النعيمان، ونقل عن ابن عبد البر وصفه له بأنه كان رجلا صالحا ، وكان له ابن انهمك في الشراب ، فجلده النبي - صلى الله عليه وسلم، وكان النعيمان معروفًا بحبه لإضحاك النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة المزاح، حتى قال عنه النبي أنه يدخل الجنة وهو يضحك، ومن بين تلك المواقف ما روته أم سلمة رضي الله عنها: أم سلمة رضي الله عنها: "كان الضحاك مضحاكًا مزاحًا، كان لا يدخل المدينة إلا اشترى منها ثم جاء بها إلى النبي صلى الله علهي وسلم ويقول: هذا أهديته لك، فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها أحضره إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: "أوَ لم تهده لي"، فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله، فيضحك ويأمر لصاحبه بثمنه.
فيديو قد يعجبك: