متى تصلي المرأة الظهر يوم الجمعة؟ وهل تسقط عنها بحضور الجمعة في المسجد؟

بقلم - هاني ضوه :

من المعلوم أن صلاة الجمعة هي فرض على كل رجل بالغ عاقل، ولا تسقط عن الرجل إلا بعذر مثل المرض أو السفر وغيرها من الأعذار المعتبرة، أما صلاة الجمعة في حق المرأة فليست بواجبة، فقد روى أبو داود في سننه عن طارق بن شهاب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبدٌ مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض".

ولكن بعض النساء يأخرن أداء صلاة الظهر يوم الجمعة إلى أن ينتهي الإمام من خطبة الجمعة في المسجد، ظنًا منهن أنه يجب أن ينتظرن وقت صلاة الجمعة لكي يأدين فريضة الظهر، وهو أمر غير صحيح، لأن المرأة غير مكلفة بصلاة الجمعة وبالتالي فإن وقت صلاة الظهر بالنسبة لها يبدأ مع دخول الوقت بأذان الظهر، ولا يجب عليها أن تنتظر حتى ينتهي الإمام من صلاة الجمعة.

وبعض النساء يحضرن صلاة الجمعة ويؤدونها مع الرجال رغم أنهن غير مكلفات بها، وهنا يبرز سؤال .. هل إذا صلت المرأة صلاة الجمعة في المسجد مع الرجل تسقط عنها فريضة الظهر؟ أن يجب أن تؤدي الظهر كذلك؟!

تكلم العلماء عن هذا الأمر، وذكروا أن المرأة التي تحضر صلاة الجمعة وتؤديها جماعة في المسجد لا يجب عليها أن تؤدي صلاة الظهر.

وعن ذلك قال الإمام النووي رحمه الله: "كرنا أن المعذورين كالعبد والمرأة والمسافر وغيرهم فرضهم الظهر فإن صلوها صحت وإن تركوا الظهر وصلوا الجمعة أجزأتهم بالإجماع نقل الإجماع فيه ابن المنذر وإمام الحرمين وغيرهما فإن قيل إذا كان فرضهم الظهر اربعاً فكيف سقط الفرض عنهم بركعتي الجمعة (فجوابه) أن الجمعة وإن كانت ركعتين فهي أكمل من الظهر بلا شك ولهذا وجبت على أهل الكمال وإنما سقطت عن المعذور تخفيفاً فإذا تكلفها فقد أحسن فأجزأه كما ذكره المصنف في المريض إذا تكلف القيام والمتوضئ إذا ترك مسح الخف فغسل رجليه وشبهه وهذا كله بعد ثبوت الإجماع".