على جمعة: هؤلاء الأشخاص دعاؤهم مستجاب

كتب - محمد قادوس:

كتب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على صفحته الرئيسية " فيسبوك " أن دعاء الوالدين للولد (الأب أو الأم) مستجاب، وثبت عن رسول الله ﷺ أن دعاء الوالد لولده مستجاب، وكذلك دعاء الأم، لأن الأم تحب الولد حباً فطرياً إلهياً ربانياً وقد أُلقى في قلبها حبه، فهي تخلص في الدعاء وهي تجمع قلبها، فكل شروط الدعاء التي ذكرنا أنها تمثل القلوب الضارعة من الإخلاص، والاستحضار، والعزم والثقة؛ تجدها في قلب الأم على ولدها.

وأيضاً من الأفراد الذين يستجيب الله لدعائهم:

الولد لوالديه؛ فجعل رسول الله ﷺ دعاء الولد لوالديه من الصلاح يعني علامة الصلاح: [إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ].

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ــ يستمر العمل ــ، من علم ينتفع به، أو صدقة جارية ــ يعنى بعد وفاته ــ، أو ولد صالح يدعو له.

إذن هذه الثلاثة منهم الولد الذي يدعو لأبيه حتى بعد وفاته؛ فيستجيب الله هذا الدعاء ويرحم الله والده أو والديه. ومن بر الوالدين الدعاء لهما والاستمرار في هذا الدعاء، وصلة أرحام الوالدين حتى بعد الانتقال.

من الأشخاص الذين يلتمس منهم الدعاء:

دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، سؤال الاخ لأخيه أن يدعوَّ له جاء في الحديث [ودُعَاء الرَّجُل لأَخِيهِ عَلَى ظَهْرِّ الغَيْب] هناك دعاء في الحضور ودعاء في الغيب، الدعاء الذي هو في الحضور أن تدعو لأخيك أمامه ؛لكن إذا ما دعوت بعيداً عنه في غيبته بدلاً من أن تغتابه أو أن تنم فيه أو أن تفترى عليه الكذب أنت تدعو له، فدعاءك هذا يرى الله فيه عملاً صالحاً فيستجيب له، ولأن هذا الدعاء منزه عن كل تملق، منزه عن كل نفاق، منزه عن كل حاجة أو رغبة أو مصلحة، هو لوجه الله سبحانه وتعالى ولذلك كان النبي ﷺ إذا لقى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال له: [أَشْرِكْنَا يَا أَخِي فِي دُعَائِكَ] سيد الخلق خاتم المرسلين ﷺ يسأل الدعاء من عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه تحقيقاً لهذه القلوب الضارعة التي تعلقت بربها والتي أحبت إخوانها في الله، عندما يرى الله تعالى هذه القلوب يرى أنها قد امتثلت للتجمع الذى أراده الله لنا, الأُلفة التي في القلوب {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} فكأن هذا الذى يدعو لأخيه امتثل لهذا الاعتصام، امتثل لهذا النهى {وَلَا تَفَرَّقُوا} فلم يتفرق بل إنه بقلب صاف، بقلب ونية خالصة دعي لأخيه.

من الأشخاص الذين يلتمس منهم الدعاء:

أولياء الله الصالحون. وأولياء الله الصالحون هم الذين يذكرون الله كثيراً، قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}.

قال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}.

قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.