إعلان

في يوم اللغة العربية.. أستاذ بالأزهر يوضح مكانتها وفضلها في القرآن الكريم (خاص)

02:48 م الأحد 18 ديسمبر 2022

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

كتب-محمد قادوس:

في يوم اللغة العربية الموافق 18 ديسمبر من كل عام نود أن نعرف مكانتها وفضلها في القرآن الكريم؟.. سؤال توجه به مصراوي إلى الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، ليقول في رده إن اللغة العربية مكانتها تفوق كل اللغات، فالقرآن الكريم نزل باللغة العربية، وفيه مواضع تشير لمكانتها، منها:

قوله تعالىٰ: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: ٢].

وقوله تعالىٰ: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ، قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: ٣].

وأضاف الأزهري، في تصريح خاص لمصراوي، أن سيدنا رسول الله-صلىٰ الله عليه وسلم- بُعثَ في قوم فصحاء، كانوا يرتجلون الشعر في أي وقت، واشتهروا بفصاحة اللسان، وقوة البيان، فكان أقواهم لسانًا سيدنا رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم، وكانت الكلمة الواحدة تخرج من لسانه الشريف تحتمل الكثير من المعاني، فقد قال علىٰ نفسه صلىٰ الله عليه وسلم: أوتيتُ جوامع الكلم.

وأكد عضو هيئة التدريس على فصاحة وبلاغة سيدنا النبي صلىٰ الله عليه وسلم.. يقول القاضي عياض رضي الله عنه في الشفا: "وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمحل الأفضل والموضع الذي لا يجهل؛ سلاسةَ طبع وبراعةَ منزع وإيجازَ مقطع ونصاعةَ لفظ وجزالةَ قول وصحةَ معانٍ وقلةَ تكلُّف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، فكان يخاطب كل أمة منها بلسانها ويحاورها بلغتها ويباريها في منزع بلاغتها".

وأوضح الأزهري أن الفقيه لا يكون فقيهًا إلا إذا أتقن اللغة العربية، وكذا المفسر، والمحدث، وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من عاقب علىٰ اللحن في اللغة العربية، كتب كاتبٌ لأبي موسىٰ الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه خطابًا لعُمرَ عَنْهُ فَبَدَأَهُ بِقولِهِ: (مِنْ أبو مُوسىٰ)، فَكَتَبَ إليه عُمرُ أن اضرِبه سَوطًا، واستبدِلُه بِغيره!.

وقَالَ عبدُ المَلِكِ بنِ مَروانَ: "أَصلِحُوا أَلسِنَتَكُم فَإنَّ المَرءَ تَنُوبُهُ النَّائِبَةُ فَيستَعِيرُ الثَّوبَ والدَّابَةَ ولا يُمكِنُه أنْ يَستَعيرَ الِّلسانَ، وَجَمَالُ الرَّجُلِ فَصَاحَتُهُ".

وقد جاء في مقدمة ابن الصلاح كلمة نقلها عن الأصمعي هذا نصها «إن أخوف ما أخاف علىٰ طالب العلم، إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلىٰ الله عليه وسلم: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) متفق عليه، لأنه صلىٰ الله عليه وسلم لم يكن يلحن، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه».

وقال الفراء: "وجدنا للغة العرب فضلًا علىٰ لغة جميع الأمم اختصاصًا مـن الله تعالىٰ وكرامة أكرمهم بها، ومن خصائصها أنه يوجد فيها من الإيجاز ما لا يوجد في غيرها من اللغات".

ولفت الأزهري إلى ان الأديب المصري مصطفىٰ صادق الرافعي يقول في كتابه تاريخ آداب إنه متحدثًا عن مكانة اللغة العربية: "إذا اعتبرنا لغتهم رأينا حقيقة التمدن فيها متمثلة، وشروطه في مجموعها متحققة؛ فهي منهم بحر الحياة الذي انصبت فيه جميع العناصر... وكأنها هي التي كانت تهذب نفوسهم وتزنها، وتعدلها وتخلصها برقة أوضاعها وسمو تراكيبها، حتى ينشأ ناشئهم في نفسه على ما يرى من أوضاع الكمال في لغته؛ لأنه يتلقنها اعتيادًا من أبوية وقومه، ولهيَ أقوم على تثقيفهم من المؤدب بأدبه، والمعلم بعلمه وكتبه؛ لأنها حركات نفسية على مدارها انجذاب الطبع فيهم". ج١، ص ١٤١.

وأضاف عضو هيئة التدريس أننا يحق لنا أن نفخرَ بها، وأن نعود ألسنتنا عليها، وأن نرغب أطفالنا فيها.

وقدم الأزهري همسة ختامية، قائلا: أرجو من القائمين علىٰ أمر المسلسلات والأفلام والمسرحيات أن لا يشوهوا اللغة العربية، وأن لا يعمدوا للتهكم عليها، كما نشاهد في بعض الأعمال المقدمة إذا أرادوا الضحك والسخرية تهكموا علىٰ اللغة العربية، أو تحدثوا بها وهم لا يحسنون النطق بها، وتذكروا جميعًا أنها لغة القرآن، والسنة، وبها كان يتحدث خير من خُلِقَ سيدنا رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم".

وفي همسة أخرىٰ للإعلاميين والجرائد والمواقع، قال فيها: ليس عيبًا أن نتعلم اللغة العربية حتىٰ لا نقع في أخطاء متكررة، والعيب هو الإصرار علىٰ المكابرة دون أن نتعلم من الأخطاء السابقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان